الحب في الله
منتدى الحب في الله
يرحب بجميع اعضائنا الدين انضموا وزوارنا الكرام راجين ان نكون قد حققنا هدفنا وهو ارضائكم بادن الله
بتقديم خدماتنا المجانية
مواضيع عامة وشاملة
جميع اكواد منتديات احلى منتدى من اكواد css اكواد html اكواد template اكواد javascript وستايلات وتصاميم وواجهات رتب ازرار ايقونات اوسمة توقيعات بنرات صور شخصية مجانية
نرحب بكم جميعا معنا
ونتمنى من كل الزوار ان يشرفونا بالتسجيل بالمنتدى
رضائكم هو هدفنا
تحياتنا الخالصة

الحب في الله
منتدى الحب في الله
يرحب بجميع اعضائنا الدين انضموا وزوارنا الكرام راجين ان نكون قد حققنا هدفنا وهو ارضائكم بادن الله
بتقديم خدماتنا المجانية
مواضيع عامة وشاملة
جميع اكواد منتديات احلى منتدى من اكواد css اكواد html اكواد template اكواد javascript وستايلات وتصاميم وواجهات رتب ازرار ايقونات اوسمة توقيعات بنرات صور شخصية مجانية
نرحب بكم جميعا معنا
ونتمنى من كل الزوار ان يشرفونا بالتسجيل بالمنتدى
رضائكم هو هدفنا
تحياتنا الخالصة

الحب في الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحب في الله

مرحباً بك يا زائر في منتدى الحب في الله
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الأسرة والزواج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
madjid_17
✿ الإدارََييِنّ ✿
✿ الإدارََييِنّ ✿
madjid_17


الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 169
نقاط نقاط : 9707
السٌّمعَة السٌّمعَة : 2
العمر العمر : 47
صور رمزية : الأسرة والزواج 07_04_1213337540592

الأسرة والزواج Empty
مُساهمةموضوع: الأسرة والزواج   الأسرة والزواج I_icon_minitimeالإثنين أبريل 16, 2012 8:30 pm

بســــــم الله الرحمـــــن الرحـــــــيم

السلآم عليكم ورحمة الله




أقدم لكم مائدة من موائد الرحمن ،، ثقيلة في الميزان
يشتهيها كل طآلب علم،،أو محب لهذا الفن ،،أوعالم ليستزيد من علمه إذا نفع
فخير المجآلس مجآلس العلم وحلقاته ،، وهي خير مرتع وخير جليس
مادامت الملآئكة تحفه من كل جآنب

أضع بين أيديكم إخواني :

روآد

قسم الاسرة والمجتمع الاسلامي


د. محمد بن لطفي الصباغ

مقدمة:

لم أكتُبْ
هذه الكلمة لآتِي بجديد، فكثيرٌ من النصوص التي أورَدتها معروفةٌ لكثيرٍ
من القُرَّاء، وإنما كتبتُها للتذكير، والذكرى تنفع المؤمنين؛ ذلك لأنَّني
أرى نُذُرًا مخيفة تُواجِه مجتمعنا وأمَّتنا.




إنَّ الأسرة عِماد المجتمع،
وإنَّ قيامها واستِمرارها بأداء المهمَّات الجليلة التي تُؤدِّيها مرتبطٌ
بالزواج ارتباطًا واقعيًّا أصيلاً، والأسرة في العالم الغربي (المتمدِّن!)
مُعرَّضة للدَّمار؛ بسبب انتشار الفواحش والاعتراف بها قانونيًّا، ونخشى
أنْ ينتقل هذا الخطَر الماحق إلى بلادنا الإسلاميَّة - والعِياذ بالله
تعالى - وينبغي أنْ نعترف أنَّ في مجتمعاتنا مشكلاتٍ تَعُوق الزواج، ويجبُ
أنْ نُواجِه الواقع بجرأةٍ، وأنْ نبحَثَ عن عِلاجه بالدِّراسة الموضوعيَّة،
والحِكمة المتأنِّية، ولا يجوزُ أنْ نتجاهل ما في هذا الواقع من مشكلات.




إنَّ واقع المسلمين اليومَ فيه:
الغلاء، والبطالة، وأزمة السكن، والجهل، والمرض، ويتعرَّض رجالنا ونساؤنا
وأولادنا إلى غزو الفساد والإفساد الذي تقومُ به المناهج المنحرفة،
والصحافة الهابطة، والفضائيَّات القذرة، التي تعمَلُ دُون توقُّف على إثارة
الغريزة، وتحطيم الخُلُق الكريم، والنَّيل من عاداتنا الكريمة وتقاليدنا
الفاضلة، وقد دخَلتْ هذه الفضائيَّات كلَّ بيتٍ في الحاضرة والبادية،
وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون!




وبعدُ:

فلا يجوزُ أنْ تكون العقبات الماديَّة التي وضَعَها فريقٌ من الناس حائلاً دون تحقيق سُنَّة الزواج.



ولا يجوزُ
أنْ نسير مع أولئك الذين شدَّدوا على أنفُسِهم في موضوع الزواج، فبارَتْ
بناتهم، وحلَّ في بيوتهم النِّزاع والخِصام والشَّقاء، وتعرَّض شبابهم
لألوانٍ من الفساد.




لا بُدَّ
للمسلم الواعي من أنْ ينادي الآباء والأمهات الصالحين أنْ يخطوا الخطوة
المتقدِّمة، ويرتفعوا بأنفُسِهم عن الواقع الذي بدأ يَسُودُ قِطاعاتٍ في
بلاد المسلمين.




نعم،
يجبُ أنْ يَرفُضوا العادات السيِّئة، والتقاليد المُخالِفة للكتاب
والسنَّة ورُوح الشريعة التي تُقرِّر اليُسر، وتدعو إلى البُعد عن التكلُّف
والإسراف.




قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29]، وقال تبارَكتْ أسماؤه في وصْف عِباد الرحمن: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67].



وعن أنسٍ -
رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنفِّروا))؛ رواه البخاري 69
ومسلم 1734.




ولقد
قرَّر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ الله - تبارك وتعالى -
سيُعِين مَن يتزوَّج يريدُ العَفاف؛ فعن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه -
قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثلاثةٌ حقٌّ على الله
عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمُكاتِب الذي يريد الأداء، والناكح الذي
يريد العَفاف))؛ رواه أحمد 2/437، والنسائي 6/15، 61، وابن ماجه 2518،
والترمذي 1655، والحاكم 2/160.




أقولُ: فكيف
يتردَّد مؤمنٌ يسمع هذا الكلام في الإقدام على الزواج مهما كانت أوضاعه
الماديَّة، ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((حقٌّ على الله
عونهم))؟! ومَن تعهَّد الله له بالعون، فليطمئنَّ بهذا الوعد.




ويحسن أنْ نُورِد للقرَّاء الكرام ما ذكره ابن كثير في "تفسيره" حول هذه الآية الكريمة: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32].



قال - رحمه الله -: "عن ابن عباسٍ قال: رغَّبَهُم الله في التزويج، وأمَر به الأحرار والعبيد، ووعَدَهم عليه الغِنَى؛ فقال: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ... ﴾ [النور: 32].



وقال أبو
بكر الصديق - رضِي الله عنه -: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح،
يُنجِزْ لكم ما وعدَكُم من الغِنَى؛ فقال - تعالى -: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32].




وعن ابن مسعودٍ - رضِي الله عنه -: التَمِسوا الغِنَى في النكاح، وتلا الآية، وذكر البغويُّ نحوه عن عمر - رضِي الله عنه"[1].



وقد
تبرَّأ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الذي يعرض عن الزواج رغبةً
في التفرُّغ للعبادة؛ كما حدث للنفر الثلاثة الذين عزموا على التفرُّغ
للعبادة، فقال أحدهم: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوَّج أبدًا، فلمَّا علم
رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمقالتهم قال: ((أمَا والله إنِّي
لأخْشاكم لله وأتْقاكم له، لكنَّني أصومُ وأفطرُ، وأصلِّي وأرقُد، وأتزوَّج
النساء، فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي))؛ رواه البخاري 5063 ومسلم 1406.




وعلينا أنْ
نحذر من متابعة المنحرفين عن سبيل الهدى من الكافرين والفاسقين، الذين
يرغَبون عن الزواج لتكاليفه وللمسؤوليَّات التي تترتَّب عليه، ويُؤثِرون
المتعة الحرام بعيدًا عن الارتباط بعقد الزواج، وهذا منتشرٌ في أوروبا
وأمريكا.




وعلينا
أنْ نبتعد عن التفاخُر بالبذخ في الحفلات وفي الملابس وبالولائم وبارتفاع
المهور... إنَّ في ذلك ظُلمًا لشبابنا وفتياتنا، إنَّ بيوتنا الناشئة
والمُتوقَّعة مُهدَّدة بخطرٍ ماحِقٍ إنْ لم نرتفع عن الواقع المنحَرِف،
وإنَّ الفساد المدمِّر يُهدِّد مجتمعنا كلَّه إنْ لم نَعُدْ إلى جادَّة
الصواب التي دعا إليها الإسلام.




إنَّ
إقامة الحياة الزوجيَّة على أساسٍ ممَّا دعا إليه الإسلام من البُعد عن
التكلُّف والتعاوُن، يُحقِّق السعادة والطمأنينة والتعاون على البرِّ
والتقوى.




عن سهل بن
سعدٍ الساعدي - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
قال للرجل الذي يريد أنْ يتزوَّج: ((التَمِس ولو خاتمًا من حديد))،
فالتَمَس فلم يجدْ شيئًا، فقال له رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((فهل معك من القُرآن شيءٌ؟))، فقال: نعم؛ سورة كذا وكذا، لسورٍ سماها،
فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((زوجتُكَها بما معك من
القُرآن))؛ أي: على أنْ يُعلِّمها إيَّاها كما جاء في بعض الرِّوايات؛ رواه
البخاري[2]
5135 و5149، ومسلم 1425، وابن ماجه 1889، والترمذي 1114، وأبو داود 2111.



فانظُر يا أخي إلى هذا اليُسر والسماحة:
المهر خاتَمٌ من حديد أو تعليم الزوجة سُوَرًا من القرآن، وقال سيدنا عمر -
رضِي الله عنه -: ألا لا تغالوا بصُدُقِ النساء؛ فإنها لو كانت مَكرُمة في
الدنيا، أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها النبيُّ - صلَّى الله عليه
وسلَّم.


رواه أبو داود 2106، والترمذي 1114، وابن ماجه 1887، والنسائي.



يجب أنْ
نتغلَّب على عَوائِق الزواج الماديَّة والمعنويَّة، إنَّ الإحصائيَّات التي
تُنشَر بين الفينة والفينة في البلاد الإسلاميَّة عن عدد العوانس المتزايد
لَأمرٌ يدعو إلى التفكير في العلاج، والعمل على تيسير الزواج.




صيانة الأسرة من التصدُّع:

وممَّا
يُحقِّق تلك الصيانة رعاية الحدود التي قرَّرَها الشرع في موضوع الحياة
الزوجيَّة؛ قال - تعالى - في خِلال بَيان أحكام الأسرة: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229].




ومن
أهم هذه الحدود حُسْنُ المعاملة: وهذا مطلوبٌ من كلٍّ من الزوجين، وقد
أوصى الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذلك في أحاديث كثيرة:


من ذلك ما
رواه أبو هُرَيرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم -: ((أكمَلُ المؤمنين إيمانًا أحسَنُهم خُلُقًا، وخِيارُكم
خِيارُكم لنسائهم))؛ رواه الترمذي 1162، وابن حبان.




فكمال
الإيمان مرتبطٌ بِحُسن الخلُق، فأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا، ثم
ذكَر - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ خِيار المسلمين خِيارُهم لنسائهم.




وعن أبي
هُرَيرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((استَوصُوا بالنساء خيرًا؛ فإنَّ المرأة خُلِقت من ضِلَعٍ أعوج، وإنَّ
أعوج ما في الضِّلَعِ أعلاه، فإنْ ذهبتَ تُقِيمه كسَرْته، وكسرُها
طَلاقُها، وإنِ استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عِوَجٌ))؛ رواه البخاري
3331 ومسلم 1468.




وعن عائشة
- رضِي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي))؛ رواه ابن حبان، ورواه ابن
ماجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما.




ولا يجوزُ أنْ
يحكم كلٌّ من الزوجين على صاحبه من خِلال خطأٍ أو عيبٍ؛ لأنَّ الكمال في
البشر أمرٌ مُتعذِّر؛ عن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله
- صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((لا يَفرَك مؤمنٌ مؤمنةً، إنْ كره منها
خُلُقًا رضي منها خُلُقًا آخَر))؛ رواه مسلم 1469.




إنَّ الذي لا يقبَلُ هذا التوجيه لا يمكن أنْ يجدَ المرأة التي يريدُ، ولله درُّ الشاعر الذي يقول:





إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًا الأسرة والزواج Space
خَلِيلَكَ لَمْ تَلْقَ الَّذِي لاَ تُعَاتِبُهْ الأسرة والزواج Space

فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فَإِنِّهُ الأسرة والزواج Space
مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ الأسرة والزواج Space

إِذَا أنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى الأسرة والزواج Space
ظَمِئْتَ، وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ الأسرة والزواج Space

وَمَنْ ذَا الَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا الأسرة والزواج Space
كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهْ الأسرة والزواج Space


ولا يجوز أنْ نخضع للتصرُّفات المُخالِفة للشريعة ولا للعادات السخيفة التي قد تكون في قِطاعاتٍ من المجتمع.



فقد
يتعسَّف وَلِيٌّ باستعمال حقِّ الولاية فيمنع بنتَه من زواج الكُفء الذي
تريدُه، وقد يمنع ولي الخاطب من رؤية بنته التي يريدُ هذا الخاطب أنْ
يخطبها.




وقد تعمد أسرةٌ إلى رفْض الرجل الكفء الذي تحلَّى بالتديُّن والخلُق الكريم لاعتباراتٍ سخيفة، إنَّ هذا كلَّه ممَّا يعيق بناء الأسرة.



وقد يعمد
بعضُهم إلى تقليد الكفار في بعض عاداتهم، وهذا أمرٌ محرَّم، فقد نُهِينا
عن ذلك؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تشبَّه بقومٍ فهو
منهم))[3]
؛ رواه أحمد 2/50 و92، وأبو داود 4031.



وهذا التقليد أمرٌ خطيرٌ، نَخشَى وقوعَه في قِطاعاتٍ من مجتمعنا.



إنَّ أوضاعَنا الاجتماعيَّة تختلف عن أوضاعهم،
ونظرتنا للأمور تختَلِفُ عن نظرتهم، إنَّ الزواج عندنا هو الأساس الذي
تقومُ عليه الأسرة، ويتلو ذلك الإنجاب، والإنسان حريصٌ على أنْ تكون له
ذريَّة، فالبنون زينة الحياة الدنيا؛ قال الله - تعالى -: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]، وهذا واقعٌ يُميِّزنا عنهم، إنَّ إنجاب الأولاد لدَيْنا رسالة وزينة ومتعة؛ ﴿ زُيِّنَ
لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ
﴾ [آل عمران: 14].




عن معقل
بن يسار - رضِي الله عنه - قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم - فقال: يا رسول الله، إني أصبتُ امرأةً ذات حسبٍ وجمالٍ، إلا أنها
لا تلدُ، أفأتزوَّجها؟ فنهاه - صلى الله عليه وسلم - ثم أتاه الثانية فقال
له مثل ذلك، فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: ((تزوَّجوا الوَدُود الوَلُود؛
فإنِّي مُكاثرٌ بكم الأمم))؛ رواه أبو داود 2050، والنسائي 6/62، الحاكم
2/162.




إنَّ هذا
التوجيه النبوي الكريم يعمَلُ على تحقيق مقصد من مقاصد الشريعة الخمسة التي
جاءَتْ لحفظها، وهو حفظ النسل، ومعلومٌ أنَّ المقاصد الأخرى هي: حفظ
الدِّين، وحفظ العقل، وحفظ النفس، وحفظ المال.




وليس من شكٍّ في أنَّ كثْرة الإنجاب يُورِث أمَّة الإسلام القوَّة؛
لأنَّ الإنسان نفسه ثروة كبيرة، ولا سيَّما إذا رُبِّي التربية السليمة
التي تجعل منه إنسانًا بَنَّاءً مبدعًا، خيرًا محسنًا، يدعو إلى الخير
ويعمل به.




وقد أخبر -
صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه سيكونُ في هذه الأمَّة ضعفٌ يجعَلُها تقَع
في رذيلة التقليد الأعمى في كثيرٍ من الأمور؛ عن أبي سعيد الخدري - رضِي
الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لتتبعُنَّ
سننَ مَن كان قبلَكم شِبرًا بشِبرٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، حتى لو دخَلُوا
جُحرَ ضبٍّ لدخَلتُموه))، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال:
((فمَن؟))؛ رواه البخاري 3456 ومسلم 2669.




ومن الأمور التي تُميِّزنا عن الآخَرين أنَّ الزوجة تحتَفِظ بهويَّتها، فهي تُنسَب إلى أبيها لا إلى زوجها كما هو الشأن عندهم، وهذا أمرٌ يجب أنْ نحرص عليه، ولنحذَر من أنْ نُجَرَّ إلى ما هم عليه.



إنَّ احتِفاظها بهويَّتها يَصُون كَرامتها، ويحترم إنسانيَّتها.



والزوجة في الإسلام لها حريَّة التصرُّف بأموالها كما كانت تتصرَّف قبل الزواج.



إنَّ الزواج يُحقِّق الخير والاستقامة وسلامة المجتمع،
والزواج المبكِّر يُعِين الشابَّ المسلم والفتاة المسلمة على أنْ يحيا
كلٌّ منهما حياةً مِلؤُها المودَّة والرحمة والتعاون والسَّكَن، ويَصُونهما
من نَزغات الشيطان ومن الاضطراب النفسي.




عن أنسٍ -
رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن
رزَقَه الله امرأةً صالحةً، فقد أعانَه على شطر دِينه، فليتَّقِ الله في
الشطر الباقي))؛ رواه الطبراني في "الأوسط"، والحاكم في "مستدركه" 2/160.




والحمد لله ربِّ العالمين.

وفي الختآم سلآم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
madjid_17
✿ الإدارََييِنّ ✿
✿ الإدارََييِنّ ✿
madjid_17


الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 169
نقاط نقاط : 9707
السٌّمعَة السٌّمعَة : 2
العمر العمر : 47
صور رمزية : الأسرة والزواج 07_04_1213337540592

الأسرة والزواج Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسرة والزواج   الأسرة والزواج I_icon_minitimeالإثنين أبريل 16, 2012 8:32 pm

أنا لا أملُّ من الحديث عن أهميَّة العناية بالأسرة في واقعنا القائم؛
ذلكم لأنها أثبتَتْ على مَرِّ القُرون أنها المدرسة العظيمة التي تُخرِج
لنا الدعاة والهداة والمصلحين والعلماء، الذين يُحقِّقون لأمَّة الإسلام
السعادة والسيادة، والعزَّة والكرامة.



وقد كتبتُ في ذلك كثيرًا،
وأرى أنَّ الاستمرار في الكتابة في هذا المجال ضرورة إسلاميَّة
واجتماعيَّة؛ فأعداؤنا عرفوا أهميَّة الأسرة في تنشئة أولاد الأمَّة بنين
وبنات على الإسلام، الذي يعتَبِرونه عدوَّهم الأول؛ فوضعوا الخطط، وأرصدوا
الأموال، واستخدموا التقنية الحديثة في تحطيم هذه الأسرة.



وإنِّي لأرجو أنْ يَعِيَ المسلمون هذه الحقيقة؛ لتكون جهود أولئك الأعداء كما ذكر ربنا - سبحانه -: ﴿ إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ
يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
﴾ [الأنفال: 36].



وبناء الأسرة يعتمد على الزواج، ولقد دعا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الشباب إلى الزواج ممَّن مَلَكَ القدرة.



والزواج من الفطرة التي فطَر الله الناسَ عليها، فلا يستغني رجلٌ عن امرأةٍ، ولا تستغني امرأةٌ عن رجلٍ.



والزواج المبكِّر هو الذي عرفناه في تاريخنا،
وقد أدركت استمرارَه في مجتمعاتنا، ويحقق مصالح عظيمة؛ من تحقيق العفَّة
لكلٍّ من الزوجين، ويُعِين على غض البصر، ويُحقِّق الصحَّة النفسيَّة
للجنسين، ويُوجِد السكنَ النفسي والمودَّة والرحمة، والتعاوُن والتكافُل،
ويُثمِر السعادة، ويمدُّ الأمَّة بالنسل السليم، فالإنجاب ثمرةٌ من ثمرات
الزواج.



عن ابن
مسعودٍ - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((يا مَعشَرَ الشباب، مَن استَطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ
للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وجاء))؛ رواه
البخاري 5066، ومسلم 1400، وأبو داود 2046، والترمذي 1081، والنسائي 6/58.



والعُزوف عن الزواج سواء كان من الرجل أو المرأة دون عذرٍ قاهرٍ انحرافٌ عن الفطرة، ومخالفةٌ للسنَّة النبويَّة.



وكذلك تأخير الزواج مدَّةً طويلة،
وهذا ما سادَ في الحِقبة الأخيرة؛ فقد يبلغ الرجل الأربعين وقد تبلغ
الفتاة الثلاثين ولا يكون زواجٌ! ويتعلَّلون بعلل واهية؛ كإتمام الدراسة،
وتأمين البيت وفرشه... وما إلى ذلك، وفي ذلك من الفساد ما فيه؛ يقول رسول
الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أمَا والله إنِّي لأخشاكم لله وأتقاكم
له، لكنِّي أصومُ وأفطر، وأصلِّي وأرقُد، وأتزوَّج النساء، فمَن رغب عن
سنَّتي فليس منِّي))؛ رواه البخاري 5063، ومسلم 1401.



وقد قرَّر العلماء أنَّ حُكم الزواج الندب في أغلب الحالات، إلاَّ إذا خشي على نفسه العنت، وكان قادرًا، فيكون حكمه عندئذٍ الوجوب.



والزواج يجعل المرء مسؤولاً عن أسرةٍ، والشعور بالمسؤوليَّة صفة المرء المصلح المنتج.



وهو من سنن المُرسَلين؛
فعن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم -: ((أربعٌ من سُنَن المرسَلين: الحياء، والتعطُّر، والسِّواك،
والنِّكاح))؛ رواه الترمذي 1080.



والزواج
يُحقِّق لكلٍّ من الزوجين السعادة؛ كما قرَّر ذلك رسول الله - صلَّى الله
عليه وسلَّم - فعن سعد بن أبي وقاص - رضِي الله عنه - قال: قال - صلَّى
الله عليه وسلَّم -: ((من سعادة ابن آدم ثلاثةٌ: المرأة الصالحة، والمسكن
الصالح (الواسع)، والمركب الصالح، ومن شَقاوة ابن آدم ثلاثةٌ: المرأة
السُّوء، والمسكن السُّوء (الضيِّق)، والمركبُ السُّوءُ))؛ رواه أحمد في "المسند" 1/168.



وفي رواية
الحاكم 2/161: ((ثلاثٌ من السعادة: المرأة الصالحة تراها تُعجِبك، وتَغِيب
فتأمَنها على نفسها ومالك، والدابَّة تكون وَطِيئة[1]
فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة المرافق، وثلاثٌ من الشَّقاء: المرأة
السُّوء تراها فتَسُوءك، وتحمل لسانها عليك، وإنْ غبتَ عنها لم تأمَنْها
على نفسها ومالك، والدابَّة تكون قطوفًا[2] فإنْ ضربتها أتعبَتْك، وإنْ تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيِّقة قليلة المرافق)).



ويتوقَّف أمر السعادة على حُسن الاختيار؛
حُسن اختيار الزوج، وحُسن اختيار الزوجة، وقد ذكر رسول الله - صلَّى الله
عليه وسلَّم - أنَّ دوافع الزواج مُتعدِّدة؛ وهي: الوضع المادي، والوضع
الاجتماعي، والجمال، والخلُق، والدِّين، وأوصى رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم - باختيار صاحبة الدِّين؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ
رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((تُنكَح المرأة لأربعٍ:
لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفَرْ بذات الدِّين، تربَتْ يداك))؛
رواه البخاري 5090، ومسلم 1466، وأبو داود 2047، وابن ماجه 1858، والنسائي
6/68.



وعن أبي
سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم -: ((تُنكَح المرأة على إحدى خِصال: لجمالها، ومالها، وخلقها،
ودِينها، فعليك بذات الدِّين والخلق، تربَتْ يمينك))؛ رواه أحمد 3/80
بإسنادٍ صحيح، والبزار وأبو يعلى وابن حبان.



هذا، واعتماد الأفضل لا يعني إهمال الدوافع الأخرى من الجمال والنسب وغيرهما، كما قال الشاعر:




مَا أَجْمَلَ الدِّينَ وَالدُّنْيَا إِذَا اجْتَمَعَا الأسرة والزواج Space
وَأَقْبَحَ الكُفْرَ وَالإِفْلاَسَ بِالرَّجُلِ الأسرة والزواج Space


وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة ووليِّها،
فقد دعا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى أنْ يتخيَّر المسلم
لموليَّته صاحبَ الدِّين والخلق؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال -
صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا جاءكم مَن ترضَوْن دِينه وخلُقَه
فزوِّجوه، إلا تفعَلُوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفَساد كبير))؛ رواه الترمذي
1805، وابن ماجه 1967، والحاكم 2/165.



إنَّ الأمر الثابت الباقي من هذه الأمور هو الدِّين والخلق، أمَّا الأمور الأخرى فهي مُعرَّضة للزوال.



فالمال معرَّض للذهاب، فكم من غنيٍّ قد افتقر!



والجمال معرَّض للزوال والذبول؛ إمَّا بتقدُّم السن أو بِحُصول المرض.



وربما كان المال والحسب والجمال إذا تخلَّى صاحبها عن الدِّين والخلق،
ربما كان سببًا لتعكير الحياة الزوجيَّة، وربما كان الجمال سببًا لتعاليها
عليه وغُرورها، ولنتصوَّر رجلاً جمع كلَّ سمات الجمال، وكان ملك جمال
الكون، ولكنَّه سَمِجٌ ثقيل الظل، مُؤذٍ متكبِّر، سليط اللسان يسبُّ ويلعن،
ويحتقر مَن حوله، ويَثُور لأدنى سبب، وقد يضرب مَن كان أمامه.



أقول: كيف تعيش امرأة كريمة مع إنسانٍ هذا وصفُه؟ ولله درُّ الشاعر الذي يقول:




إِذَا أَخُو الحُسْنِ أَضْحَى فِعْلُهُ سَمِجًا الأسرة والزواج Space
رَأَيْتَ صُورَتَهُ مِنْ أَقْبَحِ الصُّوَرِ الأسرة والزواج Space

وَهَبْهُ كَالشَّمْسِ فِي حُسْنٍ أَلَمْ تَرَنَا الأسرة والزواج Space
نَفِرُّ مِنْهَا إِذَا مَالَتْ إِلَى الضَّرَرِ الأسرة والزواج Space


وعن
عبدالله بن عمرو - رضِي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم -: ((لا تزوَّجوا النساء لحسنهن؛ فعسى حسنهن أنْ يُردِيهن، ولا
تزوَّجوهن لأموالهن؛ فعسى أموالهن أنْ تُطغِيهن، ولكنْ تزوَّجوهن على
الدِّين، ولأمَةٌ سوداء ذات دِين أفضل))؛ رواه ابن ماجه 1859.



والله ولي التوفيق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأسرة والزواج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحب والزواج
» دور الأسرة في رعاية الأولاد
»  الأسرة ذلك الحصن المستهدف
» أخطار تهدد كيان الأسرة
»  خدمة المرأة زوجها وأبعادها في تماسك الأسرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحب في الله :: ✿ المنتدى العام ✿ :: قسم الاسرة والمجتمع الاسلامي-
انتقل الى: