هذه بعض القصص المكذوبة على سماحته ، رأيت إيرادها وبيان كذبها وأنها
مختلقة لا أساس لها من الصدق والصحة ، حتى لا يغتر بها من يسمع بها من قبل
عامة الناس ، وأنصاف طلبة العلم ، وما بلاء العالم إلا من هؤلاء ، نسأل
الله السلامة والعافية .
القصة الأولى :
" يروى أن رجلا سأل الشيخ محمد بن إبراهيم فقال : . يا شيخ إن زوجتي رضعت
من نفسها ، فرد عليه الشيخ محمد بن إبراهيم : تحرم عليك زوجتك لأنها رضعت
من ثديها " ثم ذهبوا إلى الشيخ عبد العزيز بن باز فقال : " لا تحرم عليك ،
ولا نريد أن نفتح هذا الباب ، فلو فتحنا هذا الباب ، لكان كل امرأة لا تريد
زوجها ، ترضع من ثديها لكي تحرم على زوجها ، فقال الشيخ عبد العزيز بن باز
أيضا : " إن هذا الرضاع لا يضر " .
قلت : هذه القصة الكذب فيها واضح ، وأمارات الوضع ظاهرة بينة ، وقد سئل
عنها سماحته فقال : " إن هذه القصة لا أساس لها من الصحة ، ويجب على طلاب
العلم أن يبينوها قلت : وهذه القصة مكذوبة بينة الوضع وسماحة الشيخ محمد بن
إبراهيم ، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بريئان منها براءة الذئب من دم
ابن يعقوب عليهما السلام ومن علامات وضعها الواضحة أنه ليس من أدب الشيخ-
رعاه الله- أن يتقدم على شيخه في الإمامة ومنها ما كان الشيخ ليبدل لفظة في
القرآن متعمدا لأجل مسألة في الطلاق؟ بل كان المعهود منه- إن حصلت القصة-
أن يناقش شيخه فيها مناقشة علمية . إذ الحق أبلج والباطل لجلج .
القصة الثالثة :
انتشرت عند عامة الناس وطلبة العلم أن الشيخ عبد العزيز- حفظه الله- قد
اعتدى عليه بعض الرافضة أو الشيعة ، وأنهم طعنوه وأطلقوا عليه الرصاص ،
وصدموا سيارته ، وفعلوا كذا وكذا . قلت : وهذه إشاعات لا أساس لها ولا قدم
في الصدق ، ولا مرتكز لها من الصحة .
القصة الرابعة :
انتشر في بعض المناطق والقرى إن الشيخ عبد العزيز - رعاه الله- اجتمع معه
كبار العلماء ، لأنهم سمعوا أن الشيخ يقول : إن المرأة التي لها أولاد لا
تطلق أبدا وفي اجتماعهم ذكرها العلماء قالوا يا شيخ إنك ترجع دائما الزوجة
إلى زوجها ، وما رأيناك أثبت طلاقا ، ويذكر العامة أن الشيخ قام واقفا من
شدة الغضب وقال : والذي رقع سبعا ، ونزل سبعا ، إنكم إن لم تسكتوا لأقول
للناس جميعا أن أي امرأة طلقها زوجها وعندها أولاد إنها لا تطلق أبدا .
قلت : هذه القصة يغني إيرادها عن تفنيدها وتكذيبها ، وهذه القصص وغيرها لا
بد من التحرز في نقلها ، والتثبت من صحتها بالاتصال على سماحته- رعاه الله-
والتأكد منه ، وليتق الله أقوام همهم قيل وقال ونقل كلام ، فإنه كفى
بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ، بل على العاقل أن ينتقي وأن يورد الكلام
على مظانه ، وحين احتياجه ، متثبتا متأكدا ، فذاك له أنفع وأجدى خاتمة
وعاقبة . وهذه القصص قد طلب سماحته- رعاه الله- من طلاب العلم أن يبينوا
للعامة والناس أنها مكذوبة لا أساس . لها من الصحة ، فاستجابة لطلبه ،
وتنفيذا لأمره ، أوردها هنا ، لعل الله أن يثيبني عليها أجرا ، ويرفع لي
بها ذكرا .