شعر : فضيلة الشيخ سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم
إمام وخطيب المسجد الحرام
جل المصاب وزاد همي الخبر *** حل المشيب بنا والغم والسهر
شل القلوب أسى والبين مثلمة *** والأرض مظلمة يجتاحها قتر
يمضي الزمان على هم أقلبه *** لو صب في جبل لصدع الحجر
تجري السنون ولا شهر نسائله *** مضى محرمها وقد بدا صفر
أيامها دهر وليلها سنة *** لم يحيني طرب فيها ولا سمر
عفا الإمام ولم تخبو مآثره *** عبد العزيز وهل يخفى لنا القمر؟!
شيخ العلوم أبو الأشياخ مجتهد *** فذّ أريب نجيب وصفه درر
قطب الحديث وطود يا أخا ثقة *** طب القلوب له قدر ومعتبر
ندُّ الزمان ولا مين يكذبني *** في الحاضرين ولا ما ادعي هذر
لم يثنه ملل عن كل مكرمة *** يدعو بها وكذا لم يثنه كبر
من كان فيه هوى يشنا به علما *** فهو الصفيق وفي إيمانه نظر
إني لفي كمد ، إني لفي وجل *** الشوق مضطرم والحزن يستعر
هل من دليل إلى شيخ يشاكله *** أو من قريب له يبدو لنا الخبر؟
رباه يا أملي قد هدّني حزن *** وضمني قلق واشتد بي ضجر
جسمي لمرتعش والنفس مكلمة *** والقلب منه دمي يرغي ويعتصر
البال منكسف والحال منهكة *** والدمع منحدر والنفس تنفطر
إني لفي عجب من حبه ثمل *** لو بحت عنه هنا لاستنكر البشر
واها لطلعته واها لبسمته *** فبحره غدق ووجهه قمر
أوقاته سند يدليه في ثقة *** يروي الحديث ولا يعلو ويفتخر
إن جئت مشتكيا أرضاك في عجل *** أو جئت ملتمسا عونا فمقتدر
شجاع أمتنا وصدقه علم *** النصح مذهبه لا الجبن والخور
أما النحيب إذا خاف الإله فذا *** لزيم هيئته وهكذا سبروا
كم قالها حكما كم قالها عبرا *** كم قالها ووعى ذا الفرد والأسر
ما عاب ملتزما ما اغتاب منحرفا *** تبرى سريرته وما به وحر
كم كان مطلعه والقلب في فرح *** قد غاب مشرقه في الجنة النظر
من للبخاري إذا طل الصباح ومن *** يفري الصحيح إذا شيخ الورى قبروا
من للبلوغ وللأوطار منفرد *** لله ما ذهبت أيامها هدر
من للفتاوى إذا ما غاب عالمها *** من للقرآن إذا ما أشكل السور
من للغيور إذا تمضي متارسه *** من للدعاة كذا للحق ينتصر
يا طائرا فرحا في الجو مفترشا *** بلغ مقالة من بالخطب يحتضر
بلغ مقالة من بالفال مكتنف *** جفت مدامعه أو كاد ينفجر
لا بد من أمل في الله مرتقب *** فعهده بلج ووعده سحر
إني على ثقة أن ينجلي خلف *** إني لمرتقب للصبح ينتشر
لله كم ترح يمضي وكم فرح *** يأتي وكم سعد يتلوهما كدر
إن العزاء لنا إيمان من علموا *** أن الإله قضى والنافذ القدر
إن الحياة لنا ممر معترك *** فساقط بشر وسالم نفر
كم عالم سلبت نفسا له غير *** كم هالك كمدا بالحزن قد غبروا
رب العباد ألا فاجعل منازله *** علو الجنان له قصر به نهر
واجعل مقاعده تروي مراقده *** ومد ملحده فيما حوى البصر
إن العزاء لبيت الباز في علم *** عوضتموا خلفا والله فاصطبروا
وفي الختام خذوا من حرقتي مثلا *** يمضي الكتاب فلا يبقى ولا يذر
لو كان من أحد ينجو على حذر *** من موتها لنجا عدنان أو مضر
لكنه أجل لا بد مكتمل *** يصلاه مخترم خباب أو عمر
لا تركنن إلى الأسباب معتمدا *** فالاعتماد على الأسباب محتقر
تأتي المنون على أرواحنا غير *** والنفس ذائقة للموت يا بشر
ثيابها كفن وطيبها حنط *** وضوءها غسق وبيتها حفر
إما إلى سعة في القبر بادية *** أو في ثرى حفر ميعادها سقر
لله كم ملك بالسؤل مؤتمر *** لله كم ملك أعمالنا خبروا
من منكر ونكير ما لنا هرب *** عما يراد لنا كلا ولا وزر
للنار مؤتمن فمالك حرس *** وللجنان يرى رضوان يأتمر
رباه إن لنا في عفوكم أملا *** ما خاب ملتمس والذنب يغتفر
أنت الملاذ لنا من كل حادثة *** أنت العياذ لنا من كل من حقروا
ثم الصلاة على المختار سيدنا *** ما طاف معتمر أو حج مفتقر