* نبذة :
هو ولد سيدنا إبراهيم من زوجته سارة ، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة
لإبراهيم وسارة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروها
عليهم لكفرهم وفجورهم ، ذكره الله في القرآن بأنه ” غلام عليم ” جعله الله
نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات، جاء من نسله سيدنا يعقوب .
* المسيرة :
* سيرته :
لا يذكر القرآن الكريم غير ومضات سريعة عن قصة إسحاق .. كان ميلاده حدثا
خارقا ، بشرت به الملائكة ، وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب .. وقد جاء
ميلاده بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل .. ولقد فر قلب سارة بمولد إسحق
ومولد ابنه يعقوب ، عليهما الصلاة والسلام .. غير أننا لا نعرف كيف كانت
حياة إسحاق ، ولا نعرف بماذا أجابه قومه .. كل ما نعرفه أن الله أثنى عليه
كنبي من الصالحين .
* القصة :
بعد أن رزق الله إبراهيم – عليه السلام – بإسماعيل من زوجته هاجر ، كان
إبراهيم يدعو الله أن يرزقه بولد من زوجته سارة التي تحملت معه كل ألوان
العذاب في سبيل الله، فاستجاب الله له ، وأرسل إليه بعض الملائكة على هيئة
رجال ، ليبشروه بولد له من زوجته سارة ، وأخبروه بذهابهم إلى قوم لوط
للانتقام منهم ، ولما جاءت الملائكة إلى إبراهيم استقبلهم أحسن استقبال ،
وأجلسهم في المكان المخصص للضيافة ، ثم أسرع لإعداد الطعام لهم ، فقد كان
إبراهيم رجلاً كريمًا جوادًا ، وفي لحظات جاء بعجل سمين ، وقربه إليهم ،
فلم يأكلوا أو يشربوا أي شيء ، فخاف إبراهيم – عليه السلام – منهم ، وظهر
الخوف على وجهه ، فطمأنته الملائكة ، وأخبروه أنهم ملائكة ، وبشروه بغلام
عليم ..
كل هذا ، وسارة زوجة إبراهيم تتابع الموقف ، وتسمع كلامهم ، وذلك من خلف
الجدار ، فأقبلت إليهم ، وهي في ذهول مما تسمعه ، وتعجبت من بشارتهم ، فكيف
تلد وهي امرأة عجوز عقيم ، وزوجها رجل كبير ، فأخبرتها الملائكة بأن هذا
أمر الله القادر على كل شيء ، فاطمأن إبراهيم ، وذهب عنه الخوف ، وسكنت في
قلبه البشرى التي حملتها الملائكة له ؛ فخر ساجدًا لله شاكر له .
وبعد فترة ، ظهر الحدث المنتظر والمعجزة الإلهية أمام عين إبراهيم وزوجته ؛
حيث ولدت سارة غلامًا جميلاً ، فسماه إبراهيم إسحاق ، والقرآن الكريم لم
يقص علينا من قصة إسحاق – عليه السلام – إلا بشارته ، وكذلك لم يذكر لنا
القوم الذي أرسل إليهم وماذا كانت إجابتهم له ، وقد أثنى الله – عز وجل –
عليه في كتابه الكريم في أكثر من موضع ، قال تعالى : { واذكر عبادنا
إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى
الدار * وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } [ ص :45-47 ] .
كما أثنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على إسحاق ، فقال : ( الكريم
ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم
السلام ) [ البخاري ] ورزق الله إسحاق ولدًا اسمه يعقوب ، ومرض إسحاق ثم
مات بعد أن أدَّى الأمانة التي تحملها .