* القرآن الكريم :
كل معجزة أتت على قوم أتت عليهم من جنس إبداعهم فأهل موسى – عليه السلام –
كانوا بارعين في السحر ، و أهل عيسى – عليه السلام – كانوا بارعين في الطب و
أهل محمد – صلى الله عليه وسلم – كانوا بارعين في البلاغة و الفصاحة و
البيان فجاء القرآن الكريم معجزة بالنسبة لهم لأنه من جنس إبداعهم .
وقد تحدى الله المشركين أن يأتوا بمثل القرآن أو أن يأتوا بعشر سور من مثله
، فعجز عن ذلك بلغاء العرب ، وأذعنوا لبلاغته وبيانه وشهدوا له بالإعجاز ،
وما زال التحدي قائما لكل الإنس والجن إلى يوم الدين .
* انشقاق القمر :
قال الله تعالى في مطلع سورة القمر : اقتربت الساعة وانشق القمر ، و إن يروا آية يقولوا سحر مستمر ( سورة القمر ) .
وانشقاق القمر حادثة مذكورة في القرآن وفي كتب الحديث يؤمن المسلمون أنها
وقعت في عهد النبي محمد في مكة ، ويعتبرونها إحدى معجزات النبي محمد صلى
الله عليه و سلم .
اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة
وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والعاص بن هشام والأسودابن عبد يغوث
والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والنضر بن الحارث ونظراؤهم فقالوا للنبي
صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبي قبيس
ونصفا على قعيقعان فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إن فعلت تؤمنوا قالوا
نعم وكانت ليلة بدر فسأل الله عز وجل أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر وقد
سلب نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ينادي يا أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن الأرقم اشهدوا .
* سماعه صلى الله عليه و سلم لأهل القبور :
عن أنس بن مالك قال : ” بينما الرسول محمد وبلال يمشيان بالبقيع فقال
الرسول محمد : يا بلال تسمع ما أسمع ؟ قال : لا والله ما أسمعه قال : ألا
تسمع أهل القبور يعذبون “. ووافقه الذهبي .
* حماية الملائكة له :
عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ ( أي هل
يصلي جهارةً أمامكم ) ، فقيل : نعم . فقال : واللات والعزى لئِن رأيته يفعل
ذلك لأطَأنَّ على رقبته أو لأعَفِرَنَّ وجهه في التراب . فأتى الرسول محمد
وهو يصلي لِيَطأ على رقبته ، فما فاجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ،
وأخذ يقي وجهه بيديه ، فقيل له : ما لك ؟ قال : إن بيني وبينهُ خندقاً من
نار وهَولاً وأجنحة !!!. فقال الرسول محمد : لو دنا مني لاختطفته
الملائكة عضواً عضوا . وأنزل الله في القرآن : { كَلا إِنَّ الإِنسَانَ
لَيَطْغَى } سورة العلق من الآية 6 إلى آخر السورة .
* مخاطبته لقتلى بدر :
عن أنس أن الرسول محمد قال ليلة بدر : ” هذا مصرع فلان إن شاء الله تعالى
غداً ووضع يده على الأرض ، هذا مصرع فلان إن شاء الله تعالى غداً ووضع يده
على الأرض ، فو الذي بعثه بالحق ما أخطأوا تلك الحدود ، جعلوا يُصرعون
عليها ، ثم أُلقوا في القليب وجاء الرسول محمد فقال : يا فلان بن فلان ويا
فلان بن فلان ، هل وجدتم ما وعد الله حقاً ؟ قالوا : يا رسول الله تكلم
أجساداً لا أرواح فيها ؟! فقال : ما أنتم بأسمع منهم ولكنهم لا يستطيعون أن
يردوا عليّ ” .
* نبوع الماء من بين أصابعه :
معجزة نبوع الماء من بين أصابعه رواها البخاري عن أنس بن مالك قال : ( رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر ، والتمس الناس الوضوء فلم
يجدوه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤوا منه فرأيت الماء ينبع
من تحت أصابعه ، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم ) . وروى البخاري عن
جابر بن عبد الله قال : عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم
بين يديه ركوة ( أي إناء صغير من جلد ) يتوضأ فجهش الناس نحوه ( أي تجمعوا )
قال : ما لكم ؟ قالوا : ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك
فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون ، فشربنا
وتوضأنا ، قلت : كم كنتم ؟ قال : لو كنا مائة ألف لكفانا ، كنا خمس عشرة
مائة . والروايات في هذه المعجزة مشهورة بين الصحابة وقد رواها جمع كثير
منهم أنس بن مالك وجابر بن عبد الله وابن عباس ، والبراء بن مالك وأبو
قتادة ، وغيرهم وخبرها متواتر مستفيض .