الحب في الله
منتدى الحب في الله
يرحب بجميع اعضائنا الدين انضموا وزوارنا الكرام راجين ان نكون قد حققنا هدفنا وهو ارضائكم بادن الله
بتقديم خدماتنا المجانية
مواضيع عامة وشاملة
جميع اكواد منتديات احلى منتدى من اكواد css اكواد html اكواد template اكواد javascript وستايلات وتصاميم وواجهات رتب ازرار ايقونات اوسمة توقيعات بنرات صور شخصية مجانية
نرحب بكم جميعا معنا
ونتمنى من كل الزوار ان يشرفونا بالتسجيل بالمنتدى
رضائكم هو هدفنا
تحياتنا الخالصة

الحب في الله
منتدى الحب في الله
يرحب بجميع اعضائنا الدين انضموا وزوارنا الكرام راجين ان نكون قد حققنا هدفنا وهو ارضائكم بادن الله
بتقديم خدماتنا المجانية
مواضيع عامة وشاملة
جميع اكواد منتديات احلى منتدى من اكواد css اكواد html اكواد template اكواد javascript وستايلات وتصاميم وواجهات رتب ازرار ايقونات اوسمة توقيعات بنرات صور شخصية مجانية
نرحب بكم جميعا معنا
ونتمنى من كل الزوار ان يشرفونا بالتسجيل بالمنتدى
رضائكم هو هدفنا
تحياتنا الخالصة

الحب في الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحب في الله

مرحباً بك يا زائر في منتدى الحب في الله
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وليسعك بيتك (من أجل حياة زوجية هانئة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
madjid_17
✿ الإدارََييِنّ ✿
✿ الإدارََييِنّ ✿
madjid_17


الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 169
نقاط نقاط : 9709
السٌّمعَة السٌّمعَة : 2
العمر العمر : 47
صور رمزية : وليسعك بيتك (من أجل حياة زوجية هانئة) 07_04_1213337540592

وليسعك بيتك (من أجل حياة زوجية هانئة) Empty
مُساهمةموضوع: وليسعك بيتك (من أجل حياة زوجية هانئة)   وليسعك بيتك (من أجل حياة زوجية هانئة) I_icon_minitimeالخميس مارس 22, 2012 12:53 am

وليسعك بيتك (من أجل حياة زوجية هانئة)






مقدمة


الحمد لله، والشكر له على توفيقه العام، وأشهد
أن إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه هداة الأنام ومصابيح
الظلام.



أما بعد..


فإن إقامة بيت سعيد، هدف يسعى إليه كل فرد، وأمنية يود تحقيقها كل أحد، لأن المنزل هو المأوى الذي يُرجع
إليه بعد كدٍّ وتعب، فإذا أوى إلى بيت هانىء وعيش طيب بعد
المكابدة، فقد تحققت له السعادة المنشودة.



فكم من بيت ضيق جعلته السعادة
رحباً واسعاً، وكم من منزل واسع الأرجاء جعله النكد أضيق من خرم
الإبرة، فإذا بأصحابه لا همّ لهم إلا مفارقته، فيعالجون ضيقهم
بالهروب من أسبابه، فإذا ببيوت خاوية، تسفي عليها رياح الكآبة،
وتلفها أعاصير الشقاء.



إنه لحلم عظيم أن يضم المرء
في بيته امرأة تبتسم له الدنيا بوجودها، وإنها لغاية عظيمة أن
تجتمع المرأة برجل يكون لها كالمطر المدرار، أنساً وألفة وصحبة.



ليست المسألة.. مسألة (زواج) واجتماع رجل
بامرأة تحت سقف واحد، إنما القضية العظمى أن يعرف المرء الهدف من
الزواج وإنشاء أسرة، وما سيجنيه منه، وكيف يكون موفقاً حتى يكون
سعيداً.




لماذا الزواج؟..


الزواج من أعظم النعم التي امتن الله سبحانه
وتعالى بها على عباده، لما ينتج عنه من الطمأنينة التي تملأ قلب
الزوجين، فإذا بحياتهما تمتلئ غبطة، وتشع سروراً، وتستأنس
ابتهاجاً، ولذلك قال الله تعالى وهو أصدق القائلين والعالم
بمكنون النفوس وبواطن القلوب وأسرار الصدور:

{ومن آياته أن خلق لكم
من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في
ذلك لآيات لقوم يتفكرون}
.


فتأملوا.. كيف قال الله سبحانه
وتعالى:

{لتسكنوا إليها}
ولم يقل: (معها) لأن السكن مع الشيء يكون مع محبتك له وعدم
محبتك، أما السكن إلى الشيء فإن فيه معنى أكبر من الأنس والألفة
والمحبة والميل والطمأنينة.




فمهما طال بحث الرجل في حياته عن شريك يطمئن
إليه وتهدأ نفسه بالقرب لديه، فلن يجد كالزوجة، والعكس بالعكس.




فهذه هي الفطرة التي لا محيص عنها والحقيقة
التي لا جدال فيها، ومن تأمل ذلك سعى سعياً حثيثاً ليبحث عن شطره
المفقود، لعله يجده في شخص تقر عينه به، وتسكن نفسه إليه،
ولربما وجد عنده السعادة التي طالما أحس بمكانها شاغراً في
قلبه، فلما توّج انفراده بالزواج سدّ تلك الخَلّة، وأصلح ذلك
الخلل.




وكم حري بالرجل حين انطلاقه للبحث عن مؤانسته
ورفيقة دربه الذي ربما يطول، أن يستحضر حديث النبي صلى الله عليه
وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة
الصالحة"
، فيشحذ همته أن تكون المرأة التي سيرتبط بها
(صالحة) بما تعنيه هذه الكلمة، فهذه الدنيا بأسرها ما هي إلا
متاع، وخير ما يستمتع فيه العبد فيها امرأة صالحة، تكون زينة
لبيته، تقرب البعيد وتؤنس المستوحش، إذا نظر إليها سرته، وإذا
غاب عنها حفظته في نفسها وماله..



ولذلك قال الشاعر:


أفضل
ما نال الفتى بعد الهدى والعافية


قرينةٌ مسلمــةٌ عفيفةٌ مواتيــة


كما أنه حري بالمرأة إنْ تقدم
لها رجل أن تنظر إلى صلاح دينه وأخلاقه، فإذا ارتبطت به فلتستحضر
قول النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً المرأة وحاثاً لها على حسن
صحبة الزوج: "هو جنتك ونارك".



إن هذه الأحاديث النبوية، والسنن المرضية مما يجعله المرء كالقاعدة التي ينطلق منها حين
البحث عن شريك الحياة، الذي إن أصلح الله حاله عاد بالسعادة على
رفيق دربه وشريك عمره وقسيم دهره، ولذلك قال النبي صلى الله
عليه وسلم: "ثلاثة من السعادة، وثلاثة
من الشقاء، فمن السعادة: المرأة الصالحة، تراها فتعجبك، وتغيب
عنها فتأمنها على نفسها
ومالك،
والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة
المرافق، ومن الشقاء: المرأة التي تراها فتسوؤك، وتحمل لسانها
عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على
نفسها ومالك، والدابة تكون قطوف، فإن ضربتها أتعبتك، وإن
تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقةً قليلةَ المرافق
".


وقال علي رضي الله عنه:
"من سعادة الرجل أن تكون زوجته صالحة،
وأولاده أبراراً، وإخوانه شرفاء، وجيرانه صالحين، وأن يكون رزقه
في بلده".



وهكذا الحال بالنسبة للمرأة، فإن من أعظم
السعادة أن يكون لها زوجٌ صالح، يؤنس وحشتها، ويعينها في محنتها،
ويكون لها ركناً شديداً تأوي إليه وقت خوفها، وخلو حياتها من
أنيس.



إن منتهى الحسرة أن ترى بعض الأزواج
المتآلفين وقد ابتنوا عشاً جميلاً من السعادة، تحوطه الأحلام
السعيدة، والآمال المفرحة، ثم في لحظة عَجلة أو تدخلات خارجية
لا تحب الخير للمسلمين، يُدمَّر هذا العُش الساكن، وتعود الحياة
النضرة إلى صورة قاتمة موحشة، وتلك الواحةُ الخضراءُ إلى صحراء
جافة لا حياة فيها، وذلك القلب النابض إلى قلب ساكن لا نبض فيه
ولا شعور.



وكم هي حسرة أن تخسر المرأةُ في ساعة عَجلة،
زوجاً يُعادَلُ وزنه بالذهب، أو يخسر الرجلُ امرأة لا يُجارى وصفها،
وقليل مثيلاتها، جمعت من الأوصاف ما حَسُن، ومن الذكر أطيبه، لا
يُسمع لها همس بسوء، ولا كلمة بريبة، تُشترى بأعظم الأثمان عند
من يثمن، جمعت (ديناً ودنيا).



فيفرط بمثل هذه في حالة غضب أو اضطراب نفس،
أو بسبب وشاية حاسد، فيعود أمره إلى ندم، ويكون حاله كما قال
الأول:



ندمت
ندامة الكُسعيِّ لمّا غدت مني مطلقةً
نَوارُ


إن من الضروري بمكان أن يتأمل العاقلُ في
أمره، ويقلب النظر في حاله طويلاً حين يعامل شريكه، مما يدفعه
للصبر على ما يرى منه مما لا يبلغ وقوعه أن يكون خطأً جسيماً.



فيا أيها الأزواج: تأملوا..


لو أن لأحدكم صديقاً سافر معه مدة شهر، هل
يتصور أنه لن يحدث بينهما سوء تفاهم؟..، ألا ترون أن من طالب
بذلك فقد تقحم المستحيل؟!



فكيف بامرأة تعيش معك عمراً، أو رجل يعيش
معكِ عمراً؟!، هل تريد منزهة عن الخطأ، أو تريدين معصوماً من
الزلل؟!



إن من لم يعاشر رفيقه وشريك حياته على لزوم
الإغضاء عما يأتي من المكروه ـ مما لا يعد من القوادح في الدين أو
الأخلاق ـ كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه، ولعل ذلك مما
يدفعه مع الوقت إلى العداوة والبغضاء، إلى أن يفلس من نيل الوداد
والمحبة.



لا أبالغ لو قلت: إن ضيق نفوس
الناس عن تقبل العذر، وعدم غض البصر عن الأخطاء هو سبب دمار
البيوت، والعاقل من قدر للأمر قدره فأعد له عدته من الرفق
والحكمة، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده ـ فيما
يحب ـ إلا بمقارنة الرفق وترك العجلة.



كما أنه مما يجب الانتباه إليه، أنْ يعرف
الزوجان أن الأيام الأولى للزواج هي فترة لمعرفة النفسيات ودراسة
كل من الزوجين لأخلاق الآخر، على شيء من الخوف والحذر، وكم تسبب
إهمال فهم هذه المرحلة بتشتيت الشمل، ودمار المنزل قبل تأسيسه.



والعاقل الفطن هو الذي يفهم ـ على عجالة ـ
نفسيات شريكه، وما يحبه ويكرهه، وسلبياته وإيجابياته، فيعامله
من خلال هذا المنطلق.



إن إنشاء أسرة متفاهمة ليس بالأمر السهل،
ولذلك من أحسن إتقان هذا الصرح أعقبه ذلك سعادة لا تنقطع، وهناءً لا يُمل.



أما سمعت قول المؤمنين المخبتين، وهم يدعون
ربهم سبحانه بأن يرزقهم من الزوجات ما تقرُّ به أعينهم، فقال
سبحانه عنهم:
{والذين
يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا
للمتقين إماما
}..


وأنت لو نظرت إلى أي فرد منتج في أي مجال،
لعلمت أن وراءه بيتاً سعيداً وهدوءاً نفسياً، والعكسُ بالعكس..!،
فمن الصعب أن ينتج المرء في عمله أو حياته، وأن ينتشر نفعه في
الناس وهو يعاني من خلل في بيته، وصراعات نفسية، ومشاكل لا حدود
لها، بل تجده أحوج ما يكون إلى الإنتاج والعمل، منشغلا في ذات
نفسه، كلما بنى زاوية فإذا بها تنهار زاوية أخرى.



إن هذه المقدمة هي مدخل لهذه الكلمات التي
نتحدث فيها حول: (الحياة الزوجية)، هذا الموضوع الحساس، الذي
كان من الضروري أن نتحدث عنه ونساهم في معالجته، لعل الله
سبحانه وتعالى أن يكتب لنا القبول ويرزقنا فيه الإخلاص، فتصلح فيه
أحوال من يسمعه، ويعتدل به بعض الميل، ويكون وسيلة لإصلاح حال
امرئ، ربما كاد أن يُسقط فيه صرحاً قائماً على المحبة والألفة، في
وقت عجلة تتبعها ندامة وحسرة، فتأتيه مثل هذه الكلمات فتكون
دافعاً له لاستدراك أمره.



والله المسؤول سبحانه أن يرزقنا صلاح النية والذرية، وأن يجعلنا هداة مهتدين وأن يؤلف بكلامنا على الخير والهدى.



الاختيار..


إن المرحلة الأولى في طريق
الزواج هي مرحلة الاختيار، ولعل هذه المرحلة هي أشق
المراحل، ولا يزال الرجلُ يقلب أوراقه يبحث عن شطره الآخر، والمرأةُ
تنتظر أن يأتيها رجل يبدد وحدتها وخوفها إلى عالم مليءٍ
بالطمأنينة والأنس، مع خوف من جانبها أن تصطدم بواقع
مخيف
ومستقبل مجهول.



وإن كان الأمر على مشقته سهلاً بالنسبة
للرجل، فإنه صعب بالنسبة للمرأة ولذلك كان على أوليائها أن
يعينوها على تحقيق مستقبل سعيد واختيار موفق.



ومن أجل ذلك نصَحَنا أنصحُ الخلق للخلق محمد
صلى الله عليه وسلم بما ينير الطريق لكل راءٍ، ويبصر كل ذي
بصر، وعلَّمنا القواعد التي إن عملنا بها، تحققت لنا السعادة
العظيمةُ، والهناءُ الدائم الذي لا يخبو نوره، ولا تنسى لذته،
وبين لنا كيف نختار وكيف نوفق في الاختيار، فقال صلى الله عليه
وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها،
ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"
.



فهذا الحديث يحكي واقع الناس، واختلاف
دوافعهم حين الاختيار، فكلٌّ يبحث في زواجه عن هدف، وبيّن لنا
الهدف الأسمى الذي يستحق أن يُتعب عليه وهو: (الدين)، لأنه رأس
الأمر، وعنوان الصلاح، وقائد لكل خير.



وهكذا الحال بالنسبة للمرأة، فالواجب عليها
اختيار الرجل الصالح الذي يصلح معه حالها، وفي ذلك جاء الخطاب
للناس من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله:
"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".



فالواجب على المرء أن يختار لمولّيته رجلاً
صالحاً، إنْ أحبها أكرمها، وإن كان غير ذلك سرحها سراحاً جميلاً
دون إهانة أو ظلم.



فهذه أمانة عظيمة لا بد أن يعرفها كل ولي
يخاف الله ويرجوه، وأن يعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
"من كان له أختان أو ابنتان فأحسن
إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ـ وأشار بين
إصبعيه ـ"
.



وقيل للحسن البصري رحمه الله:
"إن لي ابنة فمَن ترى أن أزوجها؟ قال:
زوجها من يتقي الله تعالى، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم
يظلمها..".



وسئل رجل من الحكماء: فلان يخطب فلانة، فقال: أموسرٌ من عقل ودين؟ قالوا: نعم. قال:
فزوجوه إياها.



وقد قيل:


وأول
خبث الماء خبث ترابه وأول خبث القوم خبث
المناكح


وعلى الرجل أن يفتش عن زوجة تحمل معاني
الوفاء في قلبها في سفر ربما يطول، وليعلم أن الزوجة صديق
العمر، ولا بد لهذا الصديق أن يكون وفياً إنْ كتب الله وأكمل
الدرب، أو إن تفرقا أن يستر العيب.



فلا بد أن تحسن الاختيار لهذا الصديق الذي
سيشاركك أدق تفاصيل حياتك، حلوها ومرها، طويلها وقصيرها، فرحها وحزنها.



وحين تفكر في الارتباط بامرأة ما، ضع أمام
عينيك هذا السؤال: لو حصل وحدث لك عائق من العوائق في هذه الحياة
المليئة بالمفاجآت، هل ستكون هي عوناً لك أم أنها ستتخلى عنك للوهلة
الأولى؟..



وضع أمام ناظريك سؤالاً آخر: لو لم يحصل
الوفاق بينكما وطلقتها فما نوعية المجتمع الذي سيعيش فيه
أولادك؟..



ومما يعينك على الاختيار أن
تنظر إلى سلوك والدة المرأة التي ترغب في الارتباط بها، فإنه
ومن خلال التجارب الطويلة، تبين أن الغالب في البنت أنها تكتسب
سلوك والدتها مهما كان مستوى البنت.. جامعية.. أو دكتورة.. أو غير
متعلمة، وأمها على عكس ذلك!! لذلك اسأل جيداً عن والدتها.



وهذه ليست قاعدة لا تقبل الجدل، ولكن ربما
كانت أغلبية..



ولذلك فإن إطلاق التعليقات الساخرة
والاستهزاءات المنفرة من قبل أناس على والدات زوجاتهم،
فبات
الناس يتداولونها وتعيش في عقولهم هذه الفكرة، ما كان
ذلك إلا
لأنهم ابتُلوا (بحموات سيئات..)، ومن الخطأ أن يعمم هذا
الحكم، فإن من الحموات من كانت عوناً للرجل على ابنتها،
تكتم
السر، وتبني البيوت ولا تهدم، وتجعل القليل من زوج
ابنتها كعظم
الجبال، وهذا الصنف من أعظم النساء، فهي بذلك تبني بيت
ابنتها، وتخفف الحمل عن زوجها، بل ويصل الزوج إلى درجة من الراحة بحيث
إنه لو ترك زوجته عند والدتها سنة كاملة لم يبال بذلك،
لأنه يعرف
أنها سترجع بعد ذلك أفضل حالاً مما كانت عليه، عفةً
وحياءً وديانةً
وخبرةً في الحياة.



وإننا نقول هذا إنصافاً لبعض الحموات، ممن
يتمتعن بصفات الخير، ويتجنبن الحسد والغيرة من بناتهن، وكأنهن
عدوات ولسن ببنات.



ولذا انتبه جيداً إلى والدة زوجتك، فإنها
المؤثر الفعلي في الغالب على سلوك زوجتك التي ستضمها بين جدار
بيتك، وقد قيل:



إذا
تزوجت فكن حاذقاً واسأل عن الغصن وعن منبته


واسمع هذه الحكاية الجميلة شاهد ما نقول:


قال شريح القاضي: خطبتُ
امرأة من بني تميم، فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها يهدينها
حتى دخلت علي، فقلت: إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن
يقوم ويصلي ركعتين، ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها،
فتوضأْتُ فإذا هي تتوضأ بوضوئي، وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي، فلما
خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها، فقالت: على رسلك يا
أبا أمية، ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد
وآله وصحبه، أما بعد..
فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي
ما تحب فآتيه، وما تكره فأجتنبه، فإنه قد كان لك مَنكح في قومك
ولي في قومي مثل ذلك، ولكنْ إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً،
وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به


{إما
إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}
.


فقلت الحمد لله أحمده
وأستعينه، وأصلي وأسلم على محمد وآله وصحبه، أما بعد..
فإنك قد قلت
كلاماً إن ثبتِّ عليه يكنْ ذلك حظاً لي، وإنْ تدعيه يكن
حجةً
عليك، أحب كذا وأكره كذا، وما رأيت من حسنة فبثيها، وما
رأيت من
سيئة فاستريها، فقالت: كيف محبتك لزيارة الأهل؟ قلت: ما
أحب أن
يملني أصهاري، قالت: من تحب مِن جيرانك أن يدخل دارك آذن
له،
ومَن تكره أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان
قوم سوء، قال: فبت معها بأنعم ليلة، ومكثت معي حولاً، لا أرى منها إلا
ما أحب، فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء، وإذا
أنا بعجوز
تأمر وتنهى فقلت: مَن هذه؟ قالوا: فلانة أم حليلتك، قلت:
مرحبا
وأهلا وسهلا، فلما جلسْتُ أقبلت العجوز، فقالت: السلام
عليك يا
أبا أمية، فقلت: وعليك السلام ومرحبا بك وأهلاً، قالت:
كيف رأيت
زوجتك؟ قلت: خيرُ زوجة وأوفق قرينة، لقد أدبتِ فأحسنت
الأدب، وريضتِ فأحسنت الرياضة، فجزاك الله خيراً، فقالت: يا أبا أمية،
إن المرأة لا يُرى أسوأ حالاً منها في حالتين: إذا ولدت
غلاماً
أو حظيت عند زوجها، فإن رابك مريب فعليك بالسوط، فوالله
ما حاز
الرجال في بيوتهم أشرّ من الروعاء المدللة.



قالت: كيف تحب أن
يزورك أصهارك؟ قلت: ما شاءوا، فكانت تأتيني في رأس كل حول
فتوصيني بتلك الوصية، فمكثَت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئ،
وكان لي جارٌ يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك:




رأيت رجالاً
يضربون نساءهم فشلت يميني يوم أضرب زينبا


أأضربها في
غير جرم أتت به إليّ فما عذري إن كنت مذنبا


فأين الحماة (والدة الزوجة) التي هي كوالدة
زينب، خُلقاً.. وسلوكاً.. وبُعد نظر؟!!



كما يجب أن تختار في زواجك البيت الطيب، ذا
السمعة الطيبة والذكر الحسن، فإنهم سيكونون أخوالاً لأولادك..



فتأمل جيداً في خالة أولادك
التي ستدخل على أختها متى شاءت، وانظر إلى أخوال أولادك كيف هي
أخلاقهم..



فلعل من الضروري بعد السمعة الطيبة: ـ
دينا
ودنيا ـ أن يكونوا أقوياء الشخصية، حتى لو قُدِّر وحصل
نزاع، أن
تجد أمامك (رجالا) تستطيع أن تخاطبهم، لا يعملون بعقول
النساء
ولا يملكون خ*****ً، فكم كان لرجل قوي الشخصية موقف تجاه
ابنته أو أخته حين يحصل بينهما خلاف أدى إلى عودة المياه إلى مجاريها،
وقد كان الطلاق قريباً جداً.



أما بالنسبة للصفات الذاتية للفتاة التي
سترتبط بها، فيجب أن تسأل عنها أدق الأسئلة من جميع الجوانب لأنك
سترتبط بها ارتباطا وثيقاً، الأصل أنه سيبقى إلى حين رحيل
أحدكما عن الدنيا، فابحث عن المرأة العفيفة في دينها ونفسها؛
لأنها ستكون مستودع أسرارك ورجولتك، والعفة مما يشتهر خبرها بين
الناس، فتجد الثناء عليها على كل لسان، وأول العفة اللباس
الساتر، واللسان الطاهر، والباطن يدل عليه الظاهر، والله يتولى
السرائر.



فلا تبحث عن ال***** ومَن كان ظاهرها
الانحراف وأمام عينيك الأفواج المتكاثرة من الحرائر العفيفات،
فأنت تريد زوجة لا عشيقة.



واعلم أنك بإعراضك عن العفيفة المتدينة
وذهابك إلى المتردية، قد فوّت عليها الفرصة وعرَّضت نفسك
للهلكة، فبيتُك رأس مالك، فانظر في يد مَن تضعه؟



وابحث عن المرأة التي ستكون على طريقك في
جميع أحوالك في طاعة الله، فتمسك بها، وعض عليها بالنواجذ، فإنها كنزٌ مدخر، وفواتها خسارة لا تعوض.




وفي منزل الزوجية..
تبدأ الحياة ..


إن الزوج والزوجة شخصان غريبان عن بعضهما،
رُبِطَ بينهما بهذا الرباط الوثيق، وظللهما سقفٌ واحد، وحوتهما
بقعة واحدة، بعد أنْ لم يكن بينهما تواصل ولا اتفاق، ولذا فمن
الضروري التنبه إلى أنهما سيمران بمرحلة خطيرة، إنْ لم يتنبها
إلى كيفية التعامل معها فإنه سيسقط الصرح الذي شرعا في تشييده.



وهذه المرحلة هي الأشهر الأولى من تاريخ
الحياة الزوجية، فإنها فترة دراسة كل من الزوجين لطباع الآخر،
ويغشاها الاضطراب وتغير النفسيات، ودراسة أحد الزوجين طبائع طرف
آخر قد ارتبط به، ولم يكن بينهما ثمة صلة قبل ذلك، وقد يوفق أو
يفشل.



والكثير يقع منهم الطلاق في هذه الفترة، إما
لقلة الخبرة، أو فقد الصبر، وعدم معرفة التعامل مع الأحداث.



فلا بد لكل من الزوجين تفهم طبائع الشخص الذي
اقترن به، فيكيّف نفسه وفق ذلك من أجل تحقيق حياة سعيدة، وإيجاد شخص يستأنس به.



والرجل الذكي، والمرأة العاقلة، من استطاع
فهم نفسية شريك حياته بأقصر أمد، فإن هذا مما يرفع منزلته عند
صاحبه، ويزيد محبته.



ثم إن في هذه المرحلة وسائل كثيرة، وطرقاً
عديدة، يستطيع من خلالها الزوج أن يستحوذ على قلب زوجته، وتستطيع
من خلالها الزوجة أن تملك قلب زوجها، والموفق من وفقه الله
للعمل بمرضاته، وراقب الله في أعماله ومعاملته.



فالواجب على الزوج أن يعلم أن هذه الزوجة
بمنزلة الأسير عنده، فإنها كانت تعيش في بيت أهلها حرة إلى حد
بعيد، لا أحد يفرض عليها رأياً، وليست بملزمة أن تعمل بقناعات
غيرها، فإذا بالوضع الآن مختلف.



فالمرأة حين تتزوج فإن مصيرها ارتبط بمصير
غيرها، لا تستطيع الخروج عن طاعته، ولا أن تعمل ما تريد دون
مشورته، لأن ارتباط المصير بالزوج هذا أبسط حقوقه، ولربما عملت
بقناعات زوجها في أمور لم تكن مقتنعة بها إلى حد بعيد، ولذلك قال
صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء
خيراً فإنهن عَوانٌ عندكم"
ـ أي: أسيرات ـ، وحق الأسير إكرامه
ورحمته وكف الظلم عنه والإحسان إليه، فمن علم هذا عاملها بما
يعامل به الأسير.



فإذا كان الحزم مطلوباً من جهة الرجل، فإن
الظلم مذموم، وإن كانت التربية مطلوبة منه، فإن إحسانها مطلب
أعلى.



وعلى كلٍّ فإن فهم هذا الحديث من جانب
الزوجين، مما يفتح طريق الهدوء المعيشي بين الطرفين، ومن الضروري
حين يُطالَب الرجل بالرحمة والإحسان وعدم التسلط لغير معنى، كان
من المهم أن تعرف الزوجة أن الارتباط بالرجل يعني أنها لن تكون
على حالها قبل الزواج، تفعل ما تشاء وما تريد دون الالتفات
لأحد، بل ستجد كثيراً من يقول: اتركي هذا وافعلي ذاك، والعاقلة
هي التي لا تستكبر عن ذلك وترى أن هذا تقييداً لحريتها، بل العقل
كله أن تعرف أن هذا من أبسط متعلقات الزواج، ولربما تنازلت عن
كثير من أجل أن تسير حياتها بهدوء تام.



وإذا دخل الرجل على زوجته ربما يرى لأول
وهلة ـ في بعض الأحيان ـ أن هذه المرأة ليست هي المرأة التي يحلم
بها، أو يطمع بمثلها، فلا يستعجل الحكم واتخاذ خطوة لربما يذم
عليها، فلعله سيجد بعد ذلك السعادة التي لم يكن يتخيلها ولا في
الأحلام.



وليتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً
رضي منها آخر"
، لا يَفْرَك: أي لا يبغض.



فلربما يرى فيها نقصاً في بعض الجوانب، لكنها في جوانب أخرى، هي من أفضل النساء وأحسنهن.


فلا ينظر إلى المرأة من جانب الجمال فقط، فإن الجمال ليس هو كل شيء، وكم كان وراء الجمال امرأة سليطة
اللسان، مظهرة للأسرار، شابَ رأسُ زوجها من أفعالها، وإذا به قد
ارتبط منها بأولاد يُخشى عليهم الضياع في طلاقها، وأحياناً ما
يبيعُ ذلك كله فيطلقها في سبيل راحة نفسه وإن ضاع غيره، فماذا
جنى من وراء الجمال؟!!



ثم إن الجمال أمرٌ نسبي، يتفاوت في نظر
الناس، فالجميلة في أعين أناس ليست كذلك في أعين آخرين، والعكس
بالعكس.



وكم من امرأة جمّلها حُسْنُ خلقها، وحسبها،
ودينها، ورحمتها بزوجها، فإذا بها أغلى عنده من الدنيا، وكم من
رجل عشق امرأة على قلة جمالها فإذا بها عنده من أجمل النساء.



جاء عن إسماعيل بن جامع أنه تزوج بالحجاز
جارية سوداء مولاة لقوم يقال لها: مَريم، فلما صار من الرشيد
بموضع المقرّب منه، اشتاق إلى السوداء ـ وكان في سفر ـ فقال
يذكرها، ويذكر الموضع الذي كان يألفها فيه، ويجتمعان فيه:



هل ليلتي بقفا
الحصحاص عائدة في قبة ذات إسراج وأزرار


تسمو
مجامرها بالمندلي كما تسمو بحنانة أفواج إعصار


المسك يبدو
إلينا من غلائلها والعنبر الورد يذكيه على
النار


ومريم بين
أثواب منعمة طوراً وطوراً تغنيني بأوتار


فقال له الرشيد ـ وقد سمع بشعره ـ:
ويلك من
مريمُك هذه التي قد وصفتها صفة حور العين؟ قال: زوجتي،
فوصفها
كلاماً أضعاف ما وصفها شعراً، فأرسل الرشيد إلى الحجاز
حتى حملت، فإذا هي سوداء طمطانية ذات مشافر، فقال له: ويلك! هذه مريم
التي ملأت الدنيا بذكرها؟!، فقال: يا سيدي، إن عمر بن
أبي
ربيعة يقول:



فتضاحكن
وقد قلن لها: حَسَنٌ في كل عين ما تودُّ


وعشق شابٌ امرأةً عجوزا فليم في ذلك فقال:


تعشقتُها شمطاءَ شاب وليدها وللناس فيما يعشقون مذاهب


وليمت امرأة في تركها رجلاً جميلاً، ومحبتها
لرجل قبيح، فقالت: ليس الهوى بالاختيار، ثم أنشأت:




ولا تلم
المحب على هواه فكل متيم كلف عميد


يظن
حبيبه حسناً جميلاً وإن كان الحبيب من
القرود


وقال آخر:


عشقت
لحبها السودان حتى عشقت لحبها سود الكلاب


فالجمال أمر نسبي، ولا ندعي المثالية فنقول
إنه ليس مطلوباً، لكن الذي نعنيه أنه ليس كل شيء.



وما يقال للرجل في هذا يقال للمرأة، فإنما
جمال الرجل في أخلاقه وحسن عشرته.



وقد يجد في نفسه بسبب وسواس الشيطان،
وانتقاله لحياة التقيد بعد (الحرية الفوضوية)، بغضاً لهذه
المرأة، ونفرة منها، ربما تكون بسبب التغيير المعيشي، والعلاجُ
له أن يتصبر حتى يظفر بالخير، ويمثل العشق لزوجته حتى يألفه.



ومما يحقق له ذلك إدامة النظر والمخالطة، فإن من الناس من توجب له الرؤية نوع محبة، فإن دوام النظر
والمؤانسة والمخالطة، تنمو به المحبة، كالبستان إذا زُرِع، فإنْ
أهمل يبس، وإن سُقي نما.



على أنه من المهم أن يُعرف أن القليل من
البيوت مما بُني على الحب، وفي ذلك قال عمر رضي الله عنه:
" أقل البيوت ما بني الحب".



فإن من البيوت من يجمع بين الزوجين فيها
احترام وألفة، وأولاد ومعاونة على قطع الطريق، حتى يأتي الأجل
لأحدهما فيتذكره بخير.



وقد لا يأتي الحب إلا متأخراً..!، ألم تر أن
بعض الأزواج يكونان في بداية حياتهما في مشاكل ونزاع، فإذا بلغا
الأربعين، فإذا بكل واحد منهما يكتشف صاحبه من جديد، وإذا
بالرحمة تدخل والمودة تحل بينهما، ولذلك حري بنا أن ننبه
إخواننا وأخواتنا إلى سن الأربعين ودوره في مسيرة الحياة
الزوجية، وأن فيه في الغالب إحساس المرأة بالفراغ بعد زواج
الأبناء وانشغالهم في زحمة الحياة.



فالزوج العاقل من يروي ظمأ زوجته العاطفي في
هذه السن، فيكون لها مؤنساً، وهذا بالتالي يرجع عليه بسعادة
وهناء وبيت مؤنس، وزوجة ترى أنه هو كل الدنيا لها، وبالتالي
يرجع ذلك إلى أن تفعل ما هو كفيل بأن يحقق له السعادة.



نحن لا نتكلم عن هذا السن بأنها مراهقة
متأخرة، ولكن ربما طفولة دفينة تظهر متأخرة.



وعلى الزوجين أن يختارا الألفاظ الحسنة
والتأدب في المعاملة، فإذا حادثت المرأة زوجها فلا تكن جهورية
الصوت تصرخ في وجهه، لأن هذا من الغلظة وسوء الطبع، ولتكن
هادئة في كلامها خافضة الصوت أمامه، ولتنظر له بالمنزلة التي
جعلها الله له عليها.



فكم جميلٌ أن تكلمه خافضة الصوت، لا تنظر
إليه بحدة، ترمي ببصرها إلى الأرض مهابة له وحياءً منه وإعظاماً
له في صدرها، ولا يحسن بها أن يكلمها فتصد عنه، أو تنشغل عنه
بشيء آخر، وهو قد يكون يتكلم بموضوع يرى أنه من أهم المهمات.



وكم حري بالزوج أن يختار الألفاظ الحسنة وهو
يخاطب امرأته، ويضفي عليها صفات المدح تأليفاً وترغيباً وتحبباً
إليها، ولا يعيّرها ويذكر ما فيها على سبيل النقص، فإن تجميل
اللسان نعمة، والقلوب عند عالمها، وكم ألان اللفظ الحسن طباع
الغلظة والقسوة، فإذا بصاحبه مألوف لدى كل أحد.



ألم تر أن بعض الأزواج يمدح زوجته
بما يراه
الناس نقصاً، فإذا بها تستجمع السعادة في قلبها غبطة
وسروراً، ولا ترى ذلك نقصاً ما دام أنه في عين زوجها كمالاً، وفي ذلك
يقول القائل:



وأنت
التي حببت كلَّ قصيرةٍ إليَّ.. ولم تشعر بذاك
القصائرُ


فلماذا بعض الناس يتعلم جمال المنطق مع كل
أحد إلا مع شريك حياته، الذي إن صفا عيشه معه فهي السعادة
العظمى والسكينة التي ليس فوقها مطلب، قال صلى الله عليه وسلم:
"الكلمة الطيبة صدقة..
".



فابحث في نفسك.. هل رطبت لسانك بكلمة طيبة
ترقق بها قلب زوجتك؟



وانظري في نفسك.. هل جعلتِ الكلام الطيب
مدخلاً إلى قلب زوجك؟



هل إذا دخل المنزل سمع كلمة جميلة؟


هل إذا طال غيابه عن المنزل جاءه هاتف يسأل
عن حاله، ويسمع منه كلمة طيبة؟، أو رسالة توحي إليه
بالاشتياق؟!



وكم هو جميل أن تكون الابتسامة شعاراً بين
الزوجين، فإن للابتسامة أثراً بالغاً في تليين القلوب ودفء
المشاعر ألم يقل صلى الله عليه وسلم:
"وتبسمك في وجه أخيك صدقة"
.



وقال جرير بن عبد الله البجلي:
"ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم
منذ أسلمت، وما رآني إلا تبسم"، وما ذاك إلا لأن
للابتسامة تأثيراً في قلب من يلقاك، فكيف إذا كان المتبسم في
وجهه هو الشريك الذي لا تنفك عنه.



إن الرجل حين يطالب بامرأة
تكون له كالأرض التي تقله فلا بد أن يكون هو كالسماء التي تظلها، وأنت أيتها المرأة: كوني له أرضاً يكون لك سماء، وليس
بالمستحسن ولا بالمعقول أن نطالب الناس بشيءٍ نحن لا نمتثله.



ولربما وجد الإنسان صاحبه مقصراً في جوانب من
عشرته، فلا يقصر هو، لأنه يتعامل مع الله، ولا بد أن يعمل فيما
يرضي الله عنه وإن وجد قصوراً، وحريٌّ بمن كان مراقبا لله فيما يعمل أن ينصره
الله ويوفقه لكل خير.



انظري في نفسك..


هل كنت سكناً له..؟ يسكن إليك
بعد نأى وفرقة، وجهد وتعب وشدة وبلاء، أم أنك نأيت بنفسك أن
تؤانسيه، وثقل عليك أن تتحملي بوح مشاعره.



إن كونك سكناً.. ينبهك هذا إلى
أن تكوني راحة له في جميع جوانبه، بنشر الهدوء في المنزل،
وإعداد طعامه، ونظافة بيته فلا يسمع إلا حسناً، ولا تقع عينه منك
إلا على حسن، وإذا أردت رجلاً تقر به عينُك، فكوني قرة عين له.



أوصى عبدالله بن جعفر ابنته عند زواجها،
فقال:



"إياك والغَيرة فإنها
مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء، وعليك
بالكحل فإنه أزين الزين، وأطيب الطيب الماء".



ونصحت أم ابنتها في ليلة الزفاف، فقالت:


"عليك بالقناعة والسمع
والطاعة والعفة والوداعة، راعي الأميال، حافظي على
الأموال
وساعدي في الأعمال، اعملي ما يسره واكتمي سره ولا تعصي
أمره، استري على عيبه وعلى جيبه وتوددي له في شيبه، صوني لسانك، وتخيري
جيرانك
واثبتي في إيمانك".



فأين أنت أيتها الفاضلة من هذه الوصايا
الثمينة لتعطيها لرجل، قال فيه صلى الله عليه وسلم:
"هو جنتُك ونارك".



وقبل أن يطالب المرء صاحبه بأمر، ليتفكر في
نفسه أين هو منه؟، وهل يفعل تجاهه ما يريده منه؟



قال صلى الله عليه وسلم:
"فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة،
فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس
الذي يحب أن يؤتى إليه"
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وليسعك بيتك (من أجل حياة زوجية هانئة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مهارات زوجية خاااصة جدا للاستفادة.
» حياة معارة
» المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق
» نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة
» المصلى المدرسي وأثره في حياة الطالبات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحب في الله :: ✿ المنتدى العام ✿ :: قسم الاسرة والمجتمع الاسلامي-
انتقل الى: