الخطبة الأولى
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من
شرورانفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لااله إلا الله وحده لا
شريك له واشهد إن محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقة
وحبيبة بلغ الرسالة وادي الأمانة ونصح ألامه وكشف
الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مسلمون)
) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا)
( زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ
به وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا)ً
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾
امابعد
فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله
علية وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلاله وكل ضلاله فى النار
عباد الله :تكلمنا فى الخطبة السابقة عن ثمرة من ثمرات تحقيق العبودية لله
عز وجل الا وهى الاستجابة لامر الله ورسولة فاذا ادعيت انك عبد لله فمعنى
ذلك ان تسمع وتطيع وتستجيب لاوامر ربك اما اذا لم تستجيب وتطيع لامر ربك
فانظر فى نفسك انت تستمع لمن وتطيع من وتستجيب لمن فانت عبد لمن استجبت
له من دون الله عزوجل سواء المال او الزوجة او الولد او الهوى او النفس
ولكن اذا قلت انك عبد لله فاعلم ان الله عزوجل يامرك بامر مهم بامر عظيم
بامر فرضة عليك بدون وساطة فهو يامرك بالصلاة فهل انت ملبى ومجيب دعوة ربك
لانه من الاهمية بمكان انه بعد ان تحقق العبودية لله باستجابتك لاوامر الله
فلابد ان نتكلم عن الصلاة لانه بها تقاس الاعمال ان صلحت صلح العمل وان
فسدت فسد العمل فهى الركن الثانى بعد الشهادتين فى اركان الاسلام فما معنى
الصلاة فالصلاة فى اللغة هى الدعاء اما فى الاصطلاح والشرع فهى عبادة تحوى
اقوالا وافعالا مخصوصة تبدا بالتكبير لله تعالى وتختم بالتسليم فالصلاة
هى العبادة الوحيدة التى فرضت فى السماء عندما عرج بالنبى . الصلاة هى التى
تبين العبد المسلم من العبد الكافر .الصلاة هى العبادة الوحيدة التى اتى
فيمن يقوم بها ويؤديها تكاسلا الوعيد والويل (ويل للمصلين) فهذا فيمن يصلى
فمبالنا بالذى لايصلى فالصلاة هى فرض على كل مؤمن عاقل (ان الصلاة كانت
على المؤمنين كتابا موقوتا )فلذلك لابد ان نعلم ان الصلاة هى دليل اعتراف
العبد بعبود يته لله وصورة شكر العبد ربه (كان صلى الله علية وسلم يقوم
الليل حتى تتفطر قدماه فتقول له عائشة رضى الله عنها ان الله غفر لك من
ذنبك ماتقدم وما تاخر فيقول افلا اكون عبدا شكورا )
، فلذلك لابد ان نعى ان دين الاسلام الذى اكرم الله به هذة الامه واتمه لها
ورضية لها دينا ورتب علية من حسن الجزاء وعظيم المثوبة ماتتمناة الانفس
وتلذ به الاعين هذا الدين قد بنى على اسس وقواعد متينة لاينجو من بلغتة من
اليم العقاب وشدة العذاب ويحظى بما يترتب على الاتيان بها من عزة واحترام
فى الدنيا ولذة وسيادة فى الاخرة لاينال المسلم هذة الامور حتى ياتى بهذة
الاسس والقواعد موفورة كاملة ومن بين هذة الاسس التى بنى عليها الاسلام
الصلاة الصلاة التى هى عمود هذا الدين واهم اركانه بعد الشهادتين فالصلاة
يترتب عليها شعادة المرؤ فى الدنيا والاخرة فهى نور المؤمنين فى الدنيا
والاخرة تشرق بها قلوبهم وتستنير بها بصائرهم فتنهاهم عن الفحشاء والمنكر
ولهذا كانت قرة عين المتقين الصلاة التى لها اهمية عظمى عند الله ورسوله
فهى العبادة الوحيدة التى فرضت فى السماء مباشرة بدون واسطة دعا الله من
اجلها الرسول صلى الله علية وسلم الى السماء فى ليلة المعراج
الصلاة هى اخر وصية النبى صلى الله علية وسلم عند خروجه من الدنيا قال وهو
يلفظ انفاسة الاخيرة (الصلاة وما ملكت ايمانكم ) فالصلاة هى التى امر الله
عزوجل بالمحافظه عليها وجعلها العبادة الوحيدة التى لاتسقط على المسلم سواء
فى السفر والحضر وفى حال الصحة والمرض والشلل والسلم بل حتى فى ساحة
القتال والذبح والدماء وقطع الرؤوس وغير ذلك فقال الله تعالى :"فَإِنْ
خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً"اى اذا كنتم لاتتمكنون من اداء الصلاة
على ماهى علية وخفتم من العدو فرجالا او ركبانا اى حتى لو كنتم ماشين
او راكبين فصلو ولاتؤخروها اذ لايجوز للانسان ان يؤخر الصلاة عن وقتها لاى
عمل كان فكيف يفرط فيها اكثر الناس بالكلية ولا يصلونها اصلا فاعلم يااخى
ان الصلاة هى اول مايحاسب بة العبد يوم القيامة قال صلى الله علية وسلم (
ان اول مايحاسب به العبد يوم القيامة من عملة صلاته فان صلحت فقد افلح
ونجح وان فسدت فقد خاب وخسر الصلاة هى الركن الثانى من اركان الاسلام
الصلاة هى العلامة المميزة للمؤمنين المتقين قال تعالى (هدى للمتقين الذين
يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة) فبالصلاة يقع الفلاح والنجاح فى الدنيا
والاخرة اما دليل فلاح ونجاح العبد فى الدنيا فقوله تعالى (قد افلح من تزكى
وذكر اسم ربه فصلى) وقوله تعالى (قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم
خاشعون) ثم قال فى اخر صفاتهم (والذين هم على صلواتهم يحافظون. اولئك هم
الوارثون .الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) اما أمّا دليل فلاح ونجاح
العبد في الآخرة فقوله صلّى الله عليه وسلّم إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ
به الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاتُهُ فَإِنْ فَقَدْ
أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ) فاعلم أنّ من حفظ الصّلاة حفظ دينه، ومن ضيّعها فهو
لما سواها أضيع واعلموا عباد الله ان المولى تبارك وتعالى يبرأ من تارك
الصّلاة( من ترك الصّلاة متعمّدا فقد برئت منه ذمّة الله ورسوله".". أي
ليس له عهد ولا أمان فتارك الصّلاة يحشر يوم القيامة مع فرعون : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :"من حافظ عليها - أي الصّلاة كانت له نورا
وبرهانا يوم القيامة، ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا
نجاة، ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبيّ بن خلف". فتارك
الصّلاة مع المجرمين في جهنّم قال تعالى:" كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
رَهِينَةٌ 39 إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ 40 فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ
عَنِ الْمُجْرِمِينَ 41 مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ 42 قَالُوا لَمْ نَكُ
مِنَ الْمُصَلِّينَ 43 فالصلاة هى عماد الدّين الذي لا يقوم إلاّ به ، قال
الرّسول:"صلى الله علية وسلم :"رأس الأمر الإسلام وعموده الصّلاة و ذروة
سنامه الجهاد في سبيل الله".وهي الفيصل بين الكفر و الإسلام للنصوص :"
العهد الذي بيننا وبينهم الصّلاة فمن تركها كفر" و"إنّ بين الرّجل والكفر
والشّرك ترك الصّلاة"..
فالصّلاة تصنع إنسانا جديدا ليس فيه أمراض ولا عقد،، قال تعالى(:" إِنَّ
الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا 19 إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا 20
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا 21 إِلَّا الْمُصَلِّينَ 22 أنّها
العبادة التي طولب بها الصّبيّ الذي لم يبلغ الحُلُم ويُعَوَّد عليها
ويُؤَدَّب "مُروا أبناءكم بالصّلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر؛؛فاعلم أنّ
صلاح دين ودنيا الإنسان إنّما يكون برعايته لصلاته ، بل إنّها هي السّبب في
أن تبعده عن كلّ المحرّمات ولذلك قال تعالى:"وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ
الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ". أنّها أهمّ مهمّة
يطالب بها الحاكم المسلم : قال تعالى"الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي
الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزكاة وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ
وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) . لا أقاموا
الملاعب والملاهي والمقاهي والفنادق والشّواطئ وبنوا البنوك الرّبويّة
وأمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف فأذلّوا العابد المسالم وأعزّوا العاصي
العربيد ، ورفعوا من شأن العاهرات والسّوكارجية وأحطّوا من شأن العلماء
وحفّاظ القرآن لكن لنا فى رسول الله اسوة حسنة فان الرّسول أوّل شيء فعله
بناء المسجد والمسلمون بعده فعلوا ذلك، أوّل شيء في مخطّطاتهم: بناء
المساجد الجامعة فالصّلاة مفتاح كلّ خير وسبب كلّ تقدّم فالصّلاة سبب
الانتصار على الأعداء: من الفقر والمرض والتخلّف ومن الأعداء المتربّصين
بأراضينا وخيراتنا: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: :"إنّما ينصر الله
هذه الأمّة بضعافائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم". وجعل سبب الغيّ والضّياع
والزّيغ والضّلال والضّنك والحيرة والقلق ترك الصّلاة: فقال تعالى:"
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصلاة وَاتَّبَعُوا
الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) قال ابن القيم الجوزي رحمه الله
:" الصّلاة: مجلبة للرّزق، حافظة للصّحّة دافعة للأذى طاردة للأدواء،
مقويّة للقلب، مُبَيّضة للوجه ، مُفرحة للنّفس،، مذهبة للكسل، مُنشّطة
للجوارح، مُمدّة للقوى،، شارحة للصدر، مغذّية للروح، منوّرة للقلب، حافظة
للنّعمة، دافعة للنّقمة، جالبة للبركة،، مبعدة من الشّيطان، مُقرّبة من
الرّحمان .الصلاة التى ملات فضائلها اسماع العالمين بما اعد للمحافظين
عليها قال صلى الله علية وسلم ((صلاة فى اثر صلاة لالغو بينهما كتاب فى
عليين ) رواة ابودود باسناد حسن وقال صلى الله علية وسلم (اكثر من السجود
فانه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجدة الا رفعة الله بها درجة فى الجنة وحط
عنه بها خطيئة )رواه الامام احمد بسند صحيح وقال صلى الله علية وسلم
((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) رواة الامام احمد
بسند صحيح والمقصود صلاة الفجر والعصر عباد الله: كثير من الناس لا يلقون
لفضل الصلاة بالا ولو لركعتين، مر مرّة عليه لصلاة والسلام على قبر دفن
صاحبه حديثا فقال لأصحابه
(ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون، يزيدهما
هذا في عمله – وأشار عليه الصلاة والسلام إلى صاحب القبر– أحب إليه من
بقية دنياكم)) رواه الطبراني في الأوسط بسند صحيح.نعم – عباد الله – إن بعض
الموتى يودون لو يخرجوا قبورهم فيصلوا ركعتين، فإنهم يرون أنها خير من
الدنيا وما فيها. فهل يتعظ بهذا متعظ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها،، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما
ركع أو سجد تساقطت عنه)) رواه الطبراني بسند صحيح .نعم عباد الله إن بعض
الموتى يودون لو يخرجوا من قبورهم فيصلوا ركعتين، فإنهم يرون أنها خير من
الدنيا وما فيها. فهل يتعظ بهذا متعظ؟ قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم
(إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه،
فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه)) رواه الطبراني بسند صحيح وقد ورد الأمر
بالمحافظة على صلاة الجماعة وإبداء هذه الصلاة المكتوبة في المساجد. قال
تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين وتمام
المحافظة التي أمر الله بها وكمال الإقامة التي يريدها الله لا يحصلان
إلا بأداء الصلوات في جماعة، لقوله تعالى: واركعوا مع الراكعين أيها
الموحدون إن الأحاديث والآيات التي فيها إيجاب صلاة الجماعة على المؤمن
كثيرة، وتلك التي فيها الترهيب من ترك الجماعة كذلك، كقوله عليه الصلاة
والسلام : ((والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلا
فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم))
رواه البخاري ومسلم، وعند الإمام أحمد بلفظ: ((لولا ما في البيوت من النساء
والصبيان لأحرقتها عليهم) لو كان عليه الصلاة والسلام حياً لهمّ بإحراق
مدن ومجتمعات كثيرة لا يعرف أهلها المحافظة على صلاة الجماعة ولا
يشهدونها مع المسلمين. عباد الله: إن الصلاة هي الفيصل والبرزخ بين الكفر
والإيمان،، فمن أداها وحافظ عليها كان هو المؤمن، ، ومن تركها وتهاون بها
كان هو الكافر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بين العبد وبين الكفر
ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر إنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، من
تركها فعليه لعنة الله، من تركها خرج من دين الله من تركها انقطع عنه حبل
الله، من تركها خرج من ذمة الله، من تركها أحل دمه وماله وعرضه، تارك
الصلاة عدو لله عدو لرسول الله، عدو لأولياء الله، تارك الصلاة مغضوب
عليه في السماء، ومغضوب عليه في الأرض، تارك الصلاة لا يؤاكل ، ولا يشارب،
ولا يجالس، ولا يرافق، ولا يؤتمن. تارك الصلاة خرج من الملة، وتبرأ من عهد
الله، ونقض ميثاق الله، إنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة عباد الله
انظروا لما وقر تعظيم الصلاة وأمر الله في قلوب الصحابة هانت أمامهم كل
الصعاب في سبيل المحافظة على صلاة الجماعة من بعدت بيوتهم عن المسجد
النبوي فيأتون يسعون إليها، يمرضون فيؤتي بهم، يهادى الرجل منهم بين
الرجلين حتى يقام في الصف، الأعمى منهم يسابق البصير على الصف الأول، وليس
فيهم أعمى رضوان الله عليهم. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (من سره أن
يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن - يعنى في
المسجد - فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من
سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم
سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، واعلم ان هناك اناس يؤخرونها ا
عن وقتها ونقرها وقلة ذكر الله فيها وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه
قال ((تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان
قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا)). واعلم انه ما من رجل
يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل
خطوة يخطوها حسنة، ويرفع بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما
يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتي به يهادى بين
الرجلين حتى يقام في الصف، وفي رواية: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا
منافق قد علم نفاقه، أو مريض واعلموا عباد الله: إن المسلم الذي يتثاقل عن
أداء الصلوات ليعذب في قبره ويوم محشره وقد رأى الرسول قوما ترضخ
رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء ((قال:
قلت:: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين ثقلت رؤوسهم عن الصلاة، ولا
يزال هذا عذابهم)) نسأل الله العافية عباد الله ان : العلاقة بين
الاهتمام بصلاة الجماعة والمحافظة عليها وبين الخشوع فيها وإحسانها فيها
كبيرة جداً، فمن كان محافظا على صلاة الجماعة مبكراً إليها، مسابق إلى
الصفوف الأولى منها كان على جانب كبير من الإقبال على الله وانشراح الصدر
فيها والتنعم والتلذذ بها ومن كان متأخراً عنها، يقدم رجلا ويؤخر الأخرى
كلما غدا أو راح إلى المسجد فإنه على جانب كبير من الوسوسة فيها وعدم
التنعم بها. وهذا أمر مجرب معروف وسير الصالحين والطالحين تدل عليه و أهل
المحافظة على صلاة الجماعة هم أقرب الناس في يوم المزيد إلى ربهم سبحانه
وتعالى. قال ابن القيم: من سبق إلى صلاة الجماعة كان سابقاً في ذلك
اليوم يوم المزيد لمقابلة ربه ورؤيته، ومن تأخر عن الجماعة تأخر في ذلك
الميدان، و الجزاء من جنس العمل وقد وردت بعض الاثار الدالة على أن قرب
المؤمنين من ربهم يوم القيامة على حسب استباقهم إلى الصلاة وشهودهم
للجماعة. الجزاء من جنس العمل، فمن تقرب إلى ربه ومولاه وسارع في تنفيذ
أوامره كان محظياً عنده في يوم تطاير الصحف ووضع الموزاين أين أنت من
هؤلاء ؟! سبقوا وتأخرت ونافسوا ولهوت، وتقدموا فأجلت ما معنى الإيمان
الذي يدعيه رجال ثم هم لا يحضرون الصلاة في الجماعة، ما معنى الإيمان وما
قيمة الصلاة في حياتهم ثم إذا تكلمت مع أحد منهم زعم بأنك تتهمه بالنفاق،
إن الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يتهمون المتخلف عن الجماعة بالنفاق، يقول
ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. فأي دين
لهؤلاء الذي لا يعمرون المساجد، وأي إسلام لمن يسمعون النداء ثم لا يجيبون،
قال الله تعالى: إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون .
قال بعض أهل العلم. هم الذي لا يحضرون الصلاة في الجماعة. وهذه فتوى للشيخ
( ابن عثيمين) عن ترك صلاة الجماعة وأما من لا يصلي مع الجماعة ويصلي في
بيته فهو فاسق وليس بكافر لكنه إذا أصر على ذلك التحق بأهل الفسق وانتفت
عنه صفة العدالة فأين الأجيال، أين شباب الأمة، أين الرجال، والمساجد
خاوية تشكوا إلى الله تعالى. إذا كان هذا حالنا مع الصلاة وهي عمود
الإسلام، فكيف بباقي شرائع الدين كيف ترتقي أمة لا تحسن المعاملة مع الله،
كيف تفلح أمة لا تقدس شعائر الله، كيف تكون صادقة في الحرب أو في التعليم
أو في التصنيع أو في الحضارة، أو فيالإدارة وهي لا تحسن الاتصال بربها في
صلاة فرضها الله عليها. نسأل الله جل وتعالى أن يحسن أحوالنا، وأن نعظم
شعائر ربنا نفعني الله وإياكم بهدي كتابه واتباع سنة نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم اقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه
إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية: الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانة احمدة سبحانة
واشكرة واشهد إن لااله الاالله وحده لاشريك له واشهدان محمد عبده ورسوله
صلى الله علية وعلى اله وصحبة وسلم
اما بعد :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون،
فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم
تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا
صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا)). وعن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملكا
ينادى عند كل صلاة، يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها
فأطفئوها)). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله، عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال: ((يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول: يا بني آدم قوموا
فأطفئوا عنكم ما أوقدتم على أنفسكم. فيقومون، فتسقط خطاياهم من أعينهم،
ويصلون فيغفر لهم ما بينهما، ثم توقدون فيما بين ذلك فإذا كان عند الصلاة
الأولى نادى، يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فيقومون
فيتطهرون ويصلون الظهر، فيغفر لهم ما بينهما، فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذ
حضرت المغرب فمثل ذلك، فإذ حضرت العتمة فمثل ذلك، فينامون وقد غفر لهم،
فمدلج في خير، ومدلج في شر)).فكم تأخذ صلاة الجماعة من أوقاتنا، في مقابل
ما نضيعه في الأكل والشرب والنوم، والمرح، إنها دقائق معدودة، لكن بها
يرتفع المؤمنون ويسقط الفجرة والمنافقون، بها يعرف أولياء الرحمن من أولياء
الشيطان، بها يتميز المؤمن من المنافق يقول عليه الصلاة والسلام، كما في
الصحيحين ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول
الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم
وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)) والحديث واضح وصريح كما سمعتم أمر
من الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام بأن يقاتل هذا الإنسان، حتى يسجد
لله فيوم يتهاون الإنسان بالصلاة، أويترك الصلاة أو يتنكر للصلاة، أولا
يتعرف على بيت الله يصبح هذا الإنسان لا قداسة له، ولا حرمة له، ولا مكانة
ولا وزن، هذا الإنسان حين يترك الصلاة يكون دمه رخيصاً، يسفك دمه، وتهان
كرامته، ويقطع رأسه بالسيف، قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا
الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً . أيها المسلمون: إنه لا عذر
لأحد في ترك الصلاة مع الجماعة، كان سعيد بن المسيب إمام التابعين في عصره،
كان يأتي في ظلام الليل إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بعض
إخوانه، خذ سراجا لينير لك الطريق في ظلام الليل، فقال يكفيني نور الله
وصدق الله العظيم: ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور . وفي الحديث
عنه عليه الصلاة والسلام: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور
التام يوم القيامة)). وهل في القيامة ظلمة، وهل في القيامة ليل؟ نعم والله
إنه ليل وأي ليل، وإنها لظلمة وأية ظلمة، يجعلها الله لأعداء المساجد،
ولتاركي المساجد ولواضعي العثرات في طريق أهل المساجد، ظلمة يجعلها الله
لأولئك الذين انحرفوا عن بيوت الله، وللذين حرفوا بيوت الله، تظلم عليهم
طرقاتهم وسبلهم يقولون للمؤمنين يوم القيامة أنظرونا نقتبس من نوركم قيل
ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً إنها الصلاة، إنها حياة القلوب، إنها
الميثاق إنها العهد بين الإنسان وبين ربه، ويوم يتركها المرء أو يتهاون
بها، يدركه الخذلان وتناله اللعنة، وينقطع عنه مدد السماء أيها المسلمون:
إن من أسباب السعادة، وحفظ الله لنا، ودوام رغد العيش الذي نعيشه، أن
نحافظ على عهد الله في الصلاة، وأن نتواصى بها، وأن نأمر بها أبناءنا وأن
نعمر مساجدنا بحضورنا، فهل من مجيب؟ وهل من مسارع إلى الصلاة حيث ينادى
بهن؟ وهل من حريص على تلكم الشعيرة العظيمة؟ إنها الحياة ولا حياة بغير
صلاة، إنها رغد العيش ولا رغد في العيش، بغير صلاة، إنه دوام الأمن
والاستقرار ولا أمن ولا استقرار بغير صلاة، إنه التوفيق من رب العالمين في
كل شيء، ولا توفيق ولا تسديد بغير صلاة. فالله الله أيها المسلمون في
الصلاة، من حافظ عليها، حفظه الله، ومن ضيعها ضيعه الله، ولا حظ في الإسلام
لمن ترك الصلاة اللهم اجعلنا من المقيمين الصلاة اللهم اغفر لنا
ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان اللهم ثبت اقدامنا على الاسلام اللهم
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله واقيموا الصلاة