التربية بالموعظة وهي التذكرة بالنصيحة :
﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ
الْمُؤْمِنِينَ ﴾ النفس البشرية عندها استعداد للتأثر بما يُلقى إليها من
كلام ، وهذا الاستعداد مؤقت يلزمه التكرار فما بالنا بالصغار .
النصيحة المخلصة إذا وجدت نفسًا صافيةً فإنها أسرع
للاستجابة وأبلغ في التأثير ، فكيف بمَن وُلِدَ على الفطرة وقلبه طاهر
ونفسه بيضاء ، والموعظة وحدها لا تكفي إذا لم يكن هناك قدوة حسنة .
ويقول – صلى الله عليه وسلم – : ” لأن يهدي الله بك
رجلاً خيرٌ لك من حُمر النعم “، ويقول أيضًا : ” مَن دلَّ على الخير فله
مثل أجر فاعله ” ، فما بالنا إذا هدى الله أبناءنا للخير .
- عليكِ أختي الحبيبة عند تقديم الموعظة ألا تكون في
هيئةِ أوامر جافة ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ ﴾ .
- عليكِ بإظهار حبكِ وحرصكِ على المنصوح.
- التركيز على الأهم .. متى الساعة ؟ لما سُئل عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لسائله : ” وماذا أعددت لها ؟ ” .
- عليكِ بالتنوع في أسلوب الوعظ بالقصة ، مثلاً قصة
الأبرص والأقرع والأعمى ، وفي لحظة تأثرِ الطفل بالقصة يصبُّ المربى
العبرةَ والعظةَ في مشاعر الطفل فيلتزم بالصواب .
- عليك بدمج الموعظة بالملاعبة لإذهابِ الملل ولتشويق نفس الطفل .
- مثلاً : عندما سأل جابر رسول الله – صلى الله عليه
وسلم – لكي يحمله على بعيرٍ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إني
حاملك على ولد ناقة ” ، و” هل تلد الإبل إلا النوق” ؟ فأفهمه الرسول أن
الجمل وإن كان كبيرًا فهو ابن ناقة.
- وكذلك عن طريق طرح أسئلة على أصحابه أو إخوته لتثير انتباهه ثم يجيبها هو إذا لم يعرفوا.
- وأيضًا بالنداء المحبب مثل يا بني الحبيب مثل : ﴿
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ
بِاللَّهِ ﴾ .
- الاقتصاد بالموعظة مخافة السآمة ، فقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا يُطيل خطبة الجمعة مخافة السآمة ، فما بالنا بالصغار .
- أن تكون مؤثرة ، ومن القلب ، وليست كلامًا يخرج من اللسان حتى تكون أبلغ .
- أن تكون بضرب الأمثال ، مثل الجليس الصالح والجليس السوء ، المؤمن كالنحلة (نشيط)
- بالرسم والإيضاح ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ… ﴾ ، وخطَّ الرسولُ بيده خطوطًا.. وما أكثر
الوسائل التوضيحية.
- بالفعل التطبيقي ، مثل وضوء النبي لتعليم أصحابه ، وكذلك وضوء المربي لتعليم أبنائه ، وكذلك أي شيء .
- بانتهاز المناسبات والفرص لتكون أكثر تأثيرًا (
رمضان ، عيد ، مرض ، وفاة ) .. يُستحب أن تجتمع الأسرة مرةً في الأسبوع
مساء الخميس أو صباح الجمعة ، مثلاً لقراءة القرآن أو الذكر أو التناصح
والموعظة في جوٍّ من البهجة.
- وعلى المربي أن يعلم أنه إذا لم يتحقق ما يقول ولم يطبق ما يعظ به فلا أحد يقبل كلامه (القدوة).