قصة واحدة من عشرات آلاف الأوكرانيات اللواتي أغرتهن الوعود بفرص عمل
جيدة وربح وافر في الخارج ووقعن ضحايا عصابات “القوادين”.07,أغسطس 2000,
تمام الساعة 10:46 صباحا بتوقيت جرينتش موسكو (أ.ف.ب) – “كان كابوسا
حقيقيا… كانوا يعاملوننا كالحيوانات، والكابوس الذي مرت عليه سنتان ما زال
كل ليلة يصيبني بالرعب”. بهذه الكلمات تلخص ايرما (27 عاما) ذات العينين
الزرقاوين الواسعتين المليئتين بالدموع حكايتها مع البغاء الذي حملوها على
ممارسته في تركيا.ايرما العاطلة عن العمل التي كانت خياطة فيما مضى، واحدة
من عشرات آلاف الأوكرانيات اللواتي أغرتهن الوعود بفرص عمل جيدة وربح وافر
في الخارج ووقعن ضحايا عصابات القوادين.
ايرما نفسها أم لطفلة في السابعة “باعتها” مع اثنتين أخريين وكالة توظيف
وهمية في تشيركاسي إلى زوجين من القوادين مقابل 700 دولار للواحدة منهن.
تروي: “وعدونا بالعمل كخادمة في اسطنبول براتب ألف دولار في الشهر .. كدت أطير من الفرح لهذه الفرصة التي تشبه الحلم”.
عند وصول النسوة الثلاث إلى تركيا صادر القوادون أوراقهن لكي لا يهربن
وأجبروهن فورا على البغاء واستخدموا كل وسائل الترهيب بما في ذلك الضرب
“والتهديد بخطف ابنتي” كما تضيف.
ايرما التي ترتجف يدها وهي تشد سيجارة بعصبية بين أصابعها، أقامت كعشرات
الروسيات والأوكرانيات والرومانيات والمولدافيات في “حي الدعارة” في ضواحي
اسطنبول، وعاشرت عشرات الرجال “أحيانا خلافا للطبيعة وكنت إذا ما رفضت
أتلقى تأديبا وحشيا”.
كانت تبيع جسدها مقابل 100 دولار لليلة الواحدة وبين 20 و50 دولارا لكل
ساعة لكن القوادين صادروا كل شيء ولم يتبق لها عندما سمح لها بالعودة اكثر
من ثلاثين دولارا هو كل ما عادت به إلى مدينتها.
في تشيركاسي التي عادت إليها .. لم تجد ايرما سوى الجوع والمهانة .. فلم
تلبث أن عادت مرة أخرى إلى تركيا بعد أسابيع فقط.”لماذا عدت .. من جربوا
الجوع يفهمونني .. كان على أن أجد القوت لعائلتي مهما كان الثمن”.
في المرة الثانية بعد شهرين اثنين كان الجحيم مرة أخرى “كان على أن التقي
عشرة رجال في الليلة الواحدة كل يوم طوال الأسبوع وبلا انقطاع وكان علينا
معظم الأحيان ألا نستخدم الواقيات لان الزبائن لا يحبون ذلك”.
“لم اكن أذوق النوم سوى ساعات في الصباح” كما تروى ايرما .”وكان على أن استيقظ للزبائن الصباحيين.. لم اعد احتمل فهربت”.
أحيانا لا تجد ايرما التي عادت مرة أخرى إلى مدينتها ما تآكل مع ابنتها
وزوجها كوستيا الذي لم يتخل عنها في هذه المحنة .. وكلاهما ما زالا عاطلين
عن العمل.
تقول “اشعر بالغثيان من الجنس وهو إحساس يلازمني” منذ تلك الفترة.
وتضيف “ما زلت فقيرة كما كنت منذ سنتين .. لكنني إلى ذلك فقدت كرامتي
واحترامي لنفسي .. وينتابني الرعب من أن يكتشف حكايتى من اعرف من أهل
مدينتي”.
واستنادا إلى السلطات الأوكرانية فان 100 ألف امرأة وقعن ضحايا عصابات
القوادين الدولية خلال السنوات الماضية ونقلن إلى الخارج للعمل في صناعة
الجنس.
أما مراكز “العمل” فهي أوروبا من اليونان إلى تركيا إلى ألمانيا وإيطاليا
وهولندا والمجر وبولندا ولكن أيضا قبرص وإسرائيل وكندا وفق ما تؤكد منظمة
“لا سترادا” غير الحكومية التي تعنى بمحاربة تجارة الجنس في أوكرانيا.
انا لله و انا اليه راجعون