الـمـكـسـرات والأسـمـاك تـرمم خـلايـا الـدمـاغ ..
يعد كتاب « كيف تطوِّر قوة ذاكرتك » من الكتب العلمية البالغة القيمة
والأهمية التي يجب على كل منا أن يقرأها ، خاصة وأنها تتناول جزءاً مهماً
من وظائف الدماغ ألا وهو ( الذاكرة ) . ويشير الكتاب إلى أن جميع خلايا
الجسم يمكن أن تموت وتتجدد وأن الجسم يعوض تلك الخلايا الميتة بخلايا جديدة
، إلا أن ذلك لا يحدث في خلايا الدماغ التي إذا ماتت أو تعرضت للتلف فإنها
تنتهي إلى الأبد ، ومن هنا تأتي أهمية المحافظة عليها وحمايتها خاصة ،
وخلايا التذكر .
ويقول الكتاب إن هناك نشاطات ذهنية وأطعمة تساعد على
أن تبقى خلايا الدماغ في أفضل حالاتها ، حتى عندما يتجاوز الإنسان سن
الستين أو حتى السبعين ، لكن قبل الحديث عن تلك الأطعمة والنشاطات الذهنية
يتحدث الكتاب عن كيفية المحافظة على الأعصاب الدقيقة الموجودة في الخلايا
الدماغية ، ويقول إن هذه الأعصاب مهمة جداً للتذكر وحماية الذاكرة لأن
الخلايا الدماغية تحتاج إلى تلك الأعصاب التي تعمل كموصلات للمعلومات
الضرورية التي من شأنها أن تنشط حركة الخلايا ، وبالتالي تجعلها تتذكر .
علمياً ، ترسل الأعصاب رسائل قصيرة تُعرف بالموجات
الكهرومغناطيسية ، وتقوم هذه الموجات بتحفيز الخلايا وجعلها في حالة نشاط
مستمر وذلك من خلال تدفق هرمون ( بيتا نيدوربين ) إلى تلك الخلايا فيجعلها
نشطة للغاية وتسهم فيما يعرف بمنع ( شيخوخة الدماغ ) .
ويقول الكتاب أيضاً إن النشاطات الرياضية والحركة وجعل
الدماغ في حالة من النشاط الفكري ، لها نتائج إيجابية للغاية على الخلايا
الخاصة بالتذكر ، فقد قام العلماء بإجراء تجارب على عدد من الفئران ، حيث
عَرضوا ( 50) فأراً لصدمات أحدثت ضرراً في منطقة Heapacompous ، وهي
المنطقة الخاصة بالتذكر والتعلم كالتي يحدثها اصطدام رأس إنسان بزجاج سيارة
تسير بسرعة ( 70 ) كيلومتراً في الساعة ، ثم قاموا بتحفيز الدماغ لزيادة
هرمون ( ALBUMIND ) ، وبعد نحو ( 20 ) يوماً بدأ الفئران تتعافى ، وتمكنت
الخلايا التي أصيبت بالأضرار الطفيفة من أن تعود إلى العمل من جديد . ويرى
الكتاب أن هذا الكشف يشكل فتحاً علمياً جديداً ، حيث إن الكثير من الأمراض
التي تصيب الإنسان في شيخوخته ، خاصة عدم القدرة على التذكر يمكن علاجها
بهذه الطريقة ، إضافة إلى معالجة من يتعرضون لحوادث الطرق أو السقوط من
أماكن مرتفعة ، أو الارتطام بحواجز صلبة ويصابون بخلل في الخلايا الدماغية .
لقد بات من الممكن ، بعد هذه التجربة ، تحفيز الخلايا المتضررة عن طريق
زيادة هرمون الـ ( Albumind ) الذي يعمل بدوره على ترميم الأعصاب المتضررة .
أغذية تساعد :
ويقول الكتاب إن هناك أنواعاً من الأطعمة التي من
شأنها أن تساعد على تقوية خلايا الذاكرة ومن أهم هذه الأطعمة الأسماك ، حيث
يعمل اليود الموجود فيها على جعل الخلايا الدماغية أكثر نشاطاً وقدرة على
التذكر ويحفزها على التحصيل العلمي ويدعمها بالقدرة على الاحتفاظ بالأحداث
وعدم نسيانها .
وليس اليود وحده ، يقوم بهذه الوظيفة بل إن الدهون
الموجودة في الأسماك وهي المعروفة بـ أوميغا – 3 تلعب دوراً مهماً في تنشيط
خلايا الدماغ وجعله أكثر تذكراً وقدرة على معايشة الأحداث وربطها بأحداث
أخرى وقعت في الماضي . وتعد المكسرات والموز ذات تأثير فعال في تنشيط
الذاكرة وجعلها قادرة على العمل لسنوات تتجاوز الستين والسبعين . وتعد
البقوليات من العوامل المهمة في حماية الأنسجة الدماغية التي تقوم بنقل
الأوامر إلى خلايا الدماغ فهي الشريط الواصل بين الخلايا الدماغية ، وبين
الأحداث التي تجري مع الشخص في حياته اليومية .
وتعمل البقوليات على المحافظة على هذه الأنسجة
وحمايتها من التلف ، وجعلها في أفضل حالاتها الصحية .. وفي هذه العملية
تقوم الأنسجة بنقل أكبر كمية من الدم إلى الخلايا الدماغية ، وعادة ما يكون
الدم محملاً بكميات كبيرة من الأكسجين الذي يساعد بدوره على تنشيط الخلايا
من خلال تنقية الدم من الشوائب ، ليصل إلى الخلايا نقياً ومحمولاً بكميات
إضافية من الأكسجين .
وبالطبع ، فإن الكتاب لم يهمل الرياضة خاصة المشي أو
التمارين التي تتم مزاولتها في الصباح الباكر ، حيث تقوم هي الأخرى بتقوية
الذاكرة وجعل خلاياها تعمل طوال العمر .