المرأة الذكية هي التي تعرف جيدًا أن عدم حب زوجها لها لا يعني نهاية
المشوار وهي التي تستغل الحزن والقهر الموجودين بداخلها كطاقة هائلة لزرع
شجرة حب رائعة بدلاً من البقاء صامتة وسلبية ومتقوقعة على ذاتها، ومستسلمة
لتلك الصدمة تاركة الحزن يأكل قلبها.. ولكن يبقى السؤال: كيف أزرع الحب في
قلب زوجي الذي لا يحبني؟ في هذا الموضوع ينصحك الخبراء وأصحاب التجارب
بالآتي: ـ
عليك أولاً أن تقتنعي بنصيبك وترضي به وتحمدي الله ، لأن الرضا والقناعة من
مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة.. واعلمي أن الله قد اختاره ليبتليك هل
تصبرين وتحمدين على قضائه وقدره أم لا؟ وتذكري أنك مأجورة بإذن الله على
صبرك، وقد يكون في ابتلاء الله لك بزوج لا يحبك خير كثير لا تعلمينه .
ـ لا تركزي على هذا الأمر، ولا تفكري فيه بشكل سلبي ، فتقارني نفسك
بالأخريات معتقدة أنهن أفضل منك، فقد تكون حياتك الزوجية أسعد وأرغد بكثير
من حياة غيرك برغم عدم وجود الحب. وأفضل وسيلة لطرد الوساوس والهموم هي
إشغال النفس بطاعة الله، في قراءة الكتب المفيدة، وسماع الأشرطة أثناء
العمل في المنزل، ووضع أهداف شهرية وأسبوعية لتحقيقها وإنجازها حتى تنشغلي
بها عن التفكير فيما يزعجك.
ـ تجنبي لوم زوجك ومعاتبته المستمرة، لأن الزوج قد ينفر من زوجته بسبب
اللوم المتواصل والنكد حتى لو كان يحبها، فما بالك لو لم يكن يحبها!
وابتعدي عن كل ما يمكن أن ينفره منك كالمظهر الرث، والصراخ، واستخدام
الألفاظ النابية، وغير ذلك .
ـ ليس من المجدي في هذه المرحلة أن تحاولي التقرب منه كثيرًا، لأن كثرة
اقترابك منه ونفسه لا تميل لك قد يجعله ينفر منك. لكن المقصود ألا تفرضي
نفسك عليه حتى لا تتعرضي لما قد يجرح مشاعرك.
ـ إذا كان التزين والاهتمام بالمظهر مطلوبين من كل زوجة فإنه أهم وأجدى
بالنسبة لك, فعليك الاهتمام دائمًا بمظهرك وجوهرك والتجديد في ذلك.
ـ من أهم وسائل زرع الحب في نفس الزوج أن تحرصي على توضيح مدى احترامك
وتقديرك له وفخرك به، سواء بينكما أو أمام الآخرين، وذلك بالكلام والفعل
معًا، وقد تتغير مشاعره تجاهك لأنه يشعر بالراحة والفخر والاعتزاز بالنفس
معك..
ـ من أهم المفاتيح للوصول إلى قلب الزوج أن تعرفي اهتماماته وميوله
وتشاركيه إياها، فالتحدث معه في المواضيع التي يحبها ومشاركته اهتماماته
وميوله من أهم الأشياء التي تجعل زوجك يميل إليك، وتنمي روابط المحبة
بينكما.
ـ استعيني بالصبر والهدوء والسرية والكتمان، ولا تطلعي أحدًا على مشكلتك إلا من تثقين في حكمتها ومحبتها لك.
ـ توكلي على الله وفوضي أمرك إليه والزمي الدعاء الصادق لربك في الثلث
الأخير من الليل بأن يسخر قلبه لك ورددي دائمًا {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ
أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا
لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74] مع التفاؤل واليقين بأن الله سيجيب
دعاءك إنه سميع مجيب.
ـ تذكري دائمًا أنه ليس بالحب وحده تُبنى البيوت، فكم من أزواج نجحوا في
العيش في سلام وراحة وسعادة في تربية أطفال ناجحين دون أن يكون هناك حب
بينهما، ولكن يمكن العيش والنجاح بالقليل منه، خصوصًا إذا كان الزوجان
يخافان الله ويلتزمان التقوى وحسن العشرة مع بعضهما، فهناك الكثير من
الأشياء التي تستحق التضحية كالعشرة والاحترام المتبادل والعلاقة الطيبة
بأهل الزوج ووجود الأطفال.. وكم من زوجة طلبت الطلاق من زوجها بسبب انعدام
الحب ثم ندمت بعد الطلاق وشعرت بفراغ بعده وافتقاد له ولعشرته الطيبة.