الجزائر....عناق الجمال في البحر والصحراء والغابات
تزايد الاهتمام في السياحة بشكل واضح، و على كافة المستويات، في الجزائر
خلال السنوات الماضية بقصد النهوض بالصناعة السياحية بالشكل الأمثل وكذلك
كان تشكيل المجلس الوطني للسياحة من أجل متابعة السياسة الوطنية للسياحة
واقتراح كل التدابير و كل الأدوات التي من شأنها تشجيع تنمية النشاطات
السياحية والارتقاء بها، باعتبار الجزائر تمتلك الكثير من مقومات السياحة.
فالساحل الجزائري يمتد على طول 1200 كم وهذا بمثابة جاذب طبيعي للسياح من
مختلف المناطق في العالم.
الجزائر العاصمة
تنتصب أزقة رائعة الجمال كانت في الأصل طرقاً تاريخية على شكل أدراج وتلتف
العديد من الشوارع الصغيرة على نفسها في الضواحي، في حين تتجه الجادات
الواسعة التي تشكل كورنيشات تكلل أعالي المدينة و تفضي إلى البنايات
البيضاء... وكل هذا مزيج مفعم بالتناسق... وبالأمس كانت بلدة صغيرة تعيش من
القطاف ومن تصدير العسل بواسطة التجار الفينيقيين، ويحق للجزائر اليوم
الافتخار بأنها تمثل أحد أكبر متاحف العالم وبأنها تنفتح على فضول هواة فن
العمارة الحديث.... والتحف المعمارية لحي القصبة الأسطوري، على سبيل
المثال، هي دليل على تاريخ حافل بالثقافة والفنون والمهارات. ويعدّ
مسجد(كتشاوة) أحد أشهر وأبرز مساجد المغرب العربي. وهناك أيضاً كنيسة سيدة
إفريقيا التي تعدّ تحفة معمارية نفيسة.
السياحة الصحراوية
يتدفق عدد كبير من السياح نحو المدن الصحراوية مثل لتمنراست، جانت، غرداية،
يتميمون في جنوب البلاد. والمغامرة وسط الجنوب الواسع شيقة ومريحة وتتطلب
كفاءة مرفقة ببعض الحذر والاحتياط حيث جمال الالتقاء مع طبيعة حقيقية مرهون
بمدى التأقلم معها، فالجنوب يكشف نقابه دائماً للذين يحبون السكون ويحسنون
المشي الطويل.
منطقة القبائل
يتجاور البحر والجبال والغابات ما يجعل القبائل إحدى أعظم أنحاء الجزائر
سحراً. وتتعاقب الطبقة النباتية للغابات الكثيفة مع البراح حيث يتنافس شجر
الزيتون العادي والمتوحش في الاستحواذ على المكان وتنير الشمس بأشعتها
الساطعة أهداب جبل الجرجرة وتسمح منحدرات الجبل المغطاة بالثلوج خلال فترة
طويلة من السنة بمزاولة الرياضة الشتوية: التزلج في تيكجده والنزهات
والتجوال في غابات الأرز المجاورة. ووراء شواطئها الرحبة والمكونة من رمال
صفراء وحصى جميلة تقدم هذه المنطقة آثاراً تاريخية تشكل تراثاً أثرياً
فريداً من نوعه. ممرات آيت رحونة المغطاة، مدينة تكست المشيدة فوق مدينة
رومانسية، آثار تقزيرت، ايومنيوم القديمة، آثار أزفون.
قسنطينة
تمنح عاصمة الشرق الجزائري منظراً مدهشاً وهي الشامخة فوق تلة صخرية على
جهتي تصدع عميق حفرته مياه وادي الرومال. وتصل جسور معلقة على ارتفاع شاهق
ما بين الضفتين. وتملك قسنطينة الشهيرة بمكانتها الثقافية والتي تعتبر
مركزاً دينياً إسلامياً أحد أكبر مساجد إفريقيا " مسجد الأمير عبد القادر"
وهو تحفة معمارية. والمدينة ساحرة بفضل تاريخها وبفضل الآثار والمعالم
التذكارية العديدة التي تحويها.
الأوراس
جمال مذهل ينم عن الهدوء ويدعونا إلى التأمل.. ولا يوجد مكان يضاهي هذه
المساحة الشاسعة من الصحراء، ذلك الأثر الفني الذي ولدته الطبيعة، فهناك
بوسعادة "واحة السعادة" التي تعرض نفسها للأعين في فيض من الأنوار وحيث
تتحالف التلال والجبال مع حائش النخل ما يضفي على المدينة الصغيرة جمالاً
وسحراً. وهناك "تفرت" التي تعدّ النموذج المثالي للواحة، ويحكم شجر النخيل
المكتنز والقوي خصر المدينة البيضاء التي تتخذ عند الغياب ظلالاً مذهبة.
وهناك بحيرة"مرججة" في تماسين التي تتميز بمياه صافية وشديدة الملوحة، إنه
شط تماسين.
الميزاب
حيث الهندسة المعمارية مدهشة، وذات ألوان ساطعة وأسلوب عيش تقليدي للسكان
الأصليين، والفن المعماري هنا مرتبط بالإنسان الذي أدرك كيفية الخضوع
للعناصر وكيفية إخضاعها على حد سواء "يرسم النخيل القناطر، ويلعب الحجر دور
الدرع مشيداً كالبناء المحترف ملاجىء للاحتماء من الضوء والحرارة...
والألوان يتلاعب فيها بتناغم بياض البيوت وصفار المآذن وزرقة السماء
واخضرار النخيل". وتؤلف كل من غرداية اللؤلؤة وبني ايسفن المقدسة ومليكة
الملكة وبونوره المتلالئة والعاطف الألفية طقماً هندسياً فاخراً وبالغ
الروعة وعظيم التناسق ويلبي مقتضيات الألفة والاستجمام.
مواقع أخرى
تمتلك الجزائر شريطاً ساحلياً يمتد على مسافة 1200 كلم وتعرف المناطق
الساحلية الشرقية من البلاد التي تتسم بأروع المناظر"عنابة، جيجل، سكيكده"
بأنها مقصد للسياح.
وهناك السياحة الثقافية حيث تتميز الجزائر بعدة مواقع تعود لمرحلة ما قبل
التاريخ، وهناك آثار الحضارة الرومانية والآثار الدينية"كاسان أقوستينو"
إلى جانب الفلكلور الذي يقدم اخت*****ً كبيراً للسائح المحب للسياحة
الثفافية.
وبالنسبة للسياحة الرياضية هناك الصيد البحري أو الغطس لمحبي البحر،
والجبال والثلوج لمحبي رياضة التزلج، كما أشرنا، وهناك العديد من الغابات
متنوعة النباتات، وتحتضن أيضاً حيوانات نادرة جداً.
وإذا كان من الصعب الحديث عن كل مواقع السياحة في الجزائر، فإننا نجد فيها
بلداً سياحياً متميزاً بسبب هذا التمازج الجميل بين البحر والصحراء
والغابات والجبال والآثار والمواقع ذات الطابع الثقافي، حيث يشكل ذلك كله
بلداً غنياً بمواقعه السياحية التي أصبحت قبلة لكثير من السياح من مختلف
مناطق العالم.