الاحتلال الوندالي
كانت مناطق شمال إيفريقيا قبيل الاحتلال الوندالي تحت سيطرة الرومان غير أن
هذه السيطرة لم تكن محكمة ,لرفض سكان المغرب للاحتلال الروماني وما يدل
علي ذالك حملات البرابرة المتكررة نتيجة وجود بعض الجهات ظلت محافظة عل
استقلالها وسط الحكومة الرومانية مثل جبال الأوراس وجرجرة والونشريس وقد
كانت هذه الجهات مادة تلقيح الحركة الاستقلا لية [5]وقد كانت روما مهتمة
بهذه المستعمرات ولا تريد تضيعها لأنها كانت تنتج قدر وفير من المتوجات
الغذائية وخاصة القمح ويصدر سنويا كميات كبيرة إلي روما [6] إلا ان
ذالك الضعف الذي أصاب روما أدي إلي انشقاق كبير بينها وبين مستعمرات شمال
إيفريقيا. وبعد أن مات أونريوس سنة 423 م خلفه في النهاية فالنيتان
الثالث الذي كان في السادسة من عمره وهو ابن جالابلا كيديا فحكمت بلا
كيديا خمسة وعشرون سنة بسم إبنها وكانت جيوشها تحت إمرة أيتيوس وبونيفاس
وهذا الأخير كان يبذل جهده لئلا تتمرد إفريقية علي الإمبرطورية الشرعية
(الإمبرطورية الرومانية) وقد حققت على البربر إنتصرات عسكرية من ما أدى إلي
انتشار صيته [7] وهو ما أدى إلي غيرة منافسه القائد العام أيتيوس الذي
روج لبلا كيديا أن بونيفاس يوريد الاستقلال بإفريقية وطلب منها أن تدعوه
ومن جهة أخرى أرسل إلي بونيفاس أن الملكة تريد قتله لذالك لم يحضر إلي
الملكة فعزلته سنة 427م فرفض عزله وهو ما أدي إلي نشوب معارك بينهما. [8]
وقد هزم بونيفاس الجيوش التي أوفد ها فيليكيس لمقاومته ولكن الجيش الذي كان
يقوده كونت إيفريقيا سحبسفولت وهو من الغوط إستولي في مايبدوا علي عنابة
وقرطاج في أوئل سنة 428م فأصبح بذالك وضع المتمرد بونيفاس خطير وهوا ما أدي
إلي استجاده بالوندال. قبل الملك الوندالي جنسريق هذه الدعوة ولم يترك هذه
الفرصة تفوته وجهز حملة عبربها مضيق جبل طارق في ماي 429م [9]. لم يكن
احتلال الوندال لبلادن شمال إيفرقيا أمر مفاجئا بل تجمعت له عدة أسباب منها
: أن الوندال شعبة من الغوط والغوط أمة شديدة البأس صعبة المراس وهوا ما
تميز به قووم الوندال ويدل علي ذالك صياغة تاريخهم وإتحادهم في الأخلاق حتي
أطلق الرومان عليهم اسم المتوحشين وإتحادهم أيضا في اللغة والدين [10 ] لذ
لك بعد اقتحامهم لبلادن إيطاليا وإسبانيا بدؤوا يهددون سواحل إيفريقيا
(حاول قواد من القوم المتوحشون مثل الأريك وليا النزول علي تراب الأرض
الموعدة الأجل إشباع عصابتهم الجائعة [11]...... فقد كان سكان إيفريقيا
يحتفظون بقدر وفير من المواد الغذائية وخاصة القمح فاستحقت إفريقيا ان تكون
المخزن العالمي للحبوب [12].
ولما أصبح الوندال أسيدا علي معظم تراب أسبانيا في العشرينات من القرن
5م.قام ملكهم جنسريق بإكمال مهمة أخيه عندريق لتنظيم غارة عل إفريقيا
وكان جنسريق أعظم قواد ورجال الدولة الجرمانية في القرن 5م وما كان لرجل
علي هذا القدر من البراعة أن يجهل ما كانت تتخبط فهي إفريقيا من فوضي. [13]
وخاصة ما آلت إليه الإمبراطورية الرومانية.فضعف السلطة المركزية لروما الذي
الذي ظهر في جوانب محتلة للإمبراطورية ,فضعف الجيش وعجزهم علي حماية
المناطق البعيدة التي تسيطر عليها, وهذه الحالة من الفساد مست العلاقة
بينها وبين مستعمراتها. وشمال إيفرقيا من أحد هذه المستعمرات التي أنتجتها
هذه الفوضي وتمرد إليها بونفياس علي الإمبراطورية سنة 427م ودخلت في حرب
بينهما. أدت إلي استدعاء بونفاس – عندما حشي الغلب للو ندال وأعانته. فصادف
ذالك هواء في نفوس الو ندال ولبوا مسرعين [14]. وعلاوة علي تمرط بونيفاس
0كانت الثورات الببربرية متزامنة وانتفاضات الأقوام ا لتي أرهقتها ضرائب
الإمبرطورية وإرهاب الدوناتوسيس [15] الذين كانو يغتنمون جميع الفرص ليعبرو
عن سخطهم إزاء السلطة المركزية وكانت إيفرقيا بأكملها علي غرار حكمها تتوق
إلي الاستقلال ومن الطبيعي أن يتوقع من تحدثه نفسه بالإغارة علي هذه
البلد. بمقاومة ضعيفة ومساعدات ثمينة ولم يترك جنسريق الفرصة تفوته وأنتقل
بجيوشه إلي إفرقيا فقد انطلق من طريفة الواقعة علي مضيق جبل طارق في ماي
سنة429م وألتحق بالسواحل الإفريقية [16] من جهة طنجة وسبتة [17].