ومضات على بعض المهارات:
لاشك أن المهارات وفنون التعامل التي تحتاجها الداعية كثيرة جداً, والمجال
فيها واسعاً..
ولعلنا نلقي الضوء هنا على أهم المهارات التي تقربك من قلوب الناس, وتزيل
الحواجز فيما بينكِ وبينهم...لتستقر النصيحة في سويداء قلوبهم...
● سحر الابتسامة:
هي أسرع طريق في امتلاك القلوب, لها تأثير عجيب..فهي تشعر من حولك
بالطمأنينة والأنس, وهي أول خطوة في تآلف الأرواح...
فضلاً عن ذلك فهي عبادة وقربة..قال صلى الله عيه وسلم ( وتبسمك في وجه أخيك
صدقة ) الترمذي.
● المبادرة بالسلام:
فقابلي أخواتك بوجه يتهلل سعادة وبشاشة, ثم بادري بمد يدك مصافحة لهنّ,
تُلقين عليهن أعظم تحية وهي تحية أهل الجنة.." السلام عليكم ورحمة الله "
لتزيلي بذلك كثيراً جداً من الحواجز فيما بينك وبينهن..وقد قال صلى الله
عليه وسلم (تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) حديث حسن
وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة)
● إظهار الاهتمام بمن أمامك:
من طبيعة البشر أنهم يميلون إلى من يهتم بهم, ويحترم وجودهم, ويقدر
شخصياتهم...ولعلك تلمسين هذا الشيء في نفسك وفيمن يتعامل معك..
ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة, فقد أخبر أنس رضي الله عنه
عن جانب من شمائل نبينا عليه الصلاة والسلام فقال(وما سأله سائل قط إلا
أصغى إليه أذنه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه وما تناول أحد بيده
إلا ناوله إياها فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه)
فحاولي إشعار أخواتك بأهميتهن لديك, استشيريهن في بعض الأمور, ولا تحطمي
آرائهن, رويداً بهن حتى تتركي إنطباعاً طيباً في نفوسهن تجاهك.
● إحسان الظن بأخواتك:
إن إساءة الظن بمن حولك, وتفسير ما يصدر عنهن وحمله على أسوء الاحتمالات,
هذا من شأنه أن يسبب الفجوة, ويزيد الحواجز بينك وبينهنّ..
بل عليك إحسان الظن بهنّ, وأن تنظري إليهن بعين الرحمة والشفقة, والتمسي
الأعذار لهن..فهذا من صفات المؤمنين يقول العالم الجليل ابن المبارك (
المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ).
فإن جاهدتِ في ذلك, وجدتِ في قلبك إنشراحاً, وإقبالاً عليهنّ...وحتماً
سيبادلنكِ نفس الشعور..
● البسي جلباب التواضع:
إن التكبر والعلو صفة تنفر الناس من صاحبتها, ويتجنبون مخالطتها والاحتكاك
بها..لأنهم لا يرون سوى الازدراء والسخرية والاستحقار منها..
أما المتواضعة, لينة الجانب, خافضة الجناح, الكل يرغب مصاحبتها والتقرب
إليها...لأنهم يرتاحون في تعاملهم معها...إذ لا علو ولا ازدراء..
فاحذري أن تنظري لأخواتك بنظرة العلو وأنك الأفضل منهن,وألبسي جلباب
التواضع الذي أُمر به نبيك عليه الصلاة والسلام وهو صاحب الخلق العظيم فقال
الله له{ واخفض جناحك للمؤمنين} الحجر... وفي آية أخرى{ واخفض جناحك لمن
اتبعك من المؤمنين}الشعراء
● املئي قلبك بالرحمة:
فالدعوة تحتاج منكِ أن تكوني ذات قلب كبير يسع الجميع, ويفيض عليهم محبة
ورحمة...لأن الأصل أن رحمتك بهم هي الدافع لمناصحتهم وبذل الخير لهم...
فإذا لم تجد أخياتك منك سوى الجفاف والغلظة, وشدة الغضب وسرعة
الإنفعال..حتماً سينفرن منك ولن يتقبلن أي نصح وتوجيه منك..واسمعي ماذا قال
الله عز وجل لنبينا عليه أفضل الصلاة والسلام{ فبما رحمة من الله لنت لهم ،
ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} آل عمران
فهذا يدلك على أهمية التخلق بالرحمة في كسب قلوب الناس.
كانت هذه ومضات عاجلة لأهم المهارات...فما لا يدرك كله لا يترك جله...